كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 201 """"""
الصبرِ فهو من الصموغ ، ووصفة شجرته فيما قيل : أن ورقها يشبه ورق الإسْقِيل ، عليه رطوبةٌ تلصق باليد ، وفي حرفي كل ورقةٍ شبهُ الشوك ، قصيرٌ متفرق ، وعِرقها واحد ، وهذه الشجرة تنبت ببلاد الهند كثيرا ، وفي بلاد المغرب . ويقال : إنها ثلاثة أصناف : الأُسْقُطْري ، والعربي ، والسَّمِنْجاني ، ويقال أيضا : إن نباته كنبات الراسن الأخضر ، غير أن ورق الصبر أطولُ وأعرض وأغلظ ، وهو كثير الماء جدا ، ويُلقي في المعاصر ، ثم يدق بالخشب ، ويداس بالأقدام حتى يسيل عصيرهُ ، ويترك حتى يثخن ، ثم يجعل في الجُرُب ، ويشمس حتى يجف ، وأجوده الأسقطري ، وأُسقطري جزيرةٌ قريبةٌ من ساحل اليمن . وقال إسحاق أبن عمران : الصبر ثلاثةُ أصناف ، فمنه الأحمر الأُسْقُطْرِي ، ومنه الأسود الفارسي ومنه الأحمر الملمعُ بُصفرة ، ويؤتي به من اليمن . وقال الشيخ الرئيس أبو علي بنُ سينا : أجود الصبر الأُسْقُطْرِي ، وماءه كماء الزعفران ، ورائحته كالمر ، بصاص ، منفرِك ، نقي من الحصى ، والعربي دونه في الصفرة والرزانة والبصيص ، والسمنجاني رديء ، منين الرائحة ، قليل الصفرة ، لا بصيص له ، وإذا عتق الصبر أسود . قال : وطبعه حارٌ في الثانية يابسٌ فيها ، وقيل حارٌ يابسٌ في الثالثة ، وليس كذلك . وقوته قابضة مجفف منومة ، والهندي كثير المنافع ، مجففٌ بلا لذع ، وفيه قبضٌ يسير ، وهو بالعسل يدمل الداحس والمتقرح ، وبالشراب إذا جعل على الشعر المتساقط منع تساقطه ، وهو ينفع أورام الدبر والمذاكير ، وخاصة أورام العضل التي على جانبي اللسان إذا كان بالشراب أو العسل ، وهو صالحٌ للقروح العسرة والاندمال ، وخصوصاً في الدبر والمذاكير والأنف والفم ، وينفع من أوجاع المفاصل ، وينقي الفضول الصفراوية التي في الرأس ، وإذا طُلي به على الجبهة والأصداغ نفع من الصداع ، وهو من الأدوية النافعة من مرض