كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 202 """"""
الأُذن . قال : وفي الطب القديم أن الصبر يُسهل السوداء ، وينفع من الماليخُوليا ، والصبر الفارسي يذكي العقل ، ويحد الفؤاد . قال : والصبر ينفع من قروح العين وجربها وأوجاعها ومن حكة المآقي ، ويجفف رطوبتها ، وينقي الفضول الصفراوية والبلغمية التي في المعدة إذا شرب منه مِلعقتان بماءٍ باردٍ أو فاتر ، ويُصلح الحُرقة والالتهاب الكائنين في اللهاة ، وربما نفع أوجاع المعدة في يومٍ واحد ، ويفتح سدد الكبد ، لكنه يضر بالكبد ، وهو يزيل اليرقان بإسهاله . قال : ودَرْخَمَي ونصف منه بماءٍ حار يسهل ، وثلاث دَرْخَمَيات تنقي تنقيةً كاملة ، والمعتدل دَرْخَمَيَان بماء العسل يسهل بلغماء وصفراء ، وهو أصلح مسهلٍ للمعدة ، والمعسولُ أضعفُ إسهالا لكنه أنفع للمعدة ، وخلطه بالعسل ينقص قوته حتى يكاد لا يسهل . قال : وإذا شرب العرب منه كرب وأمغص وأسهل ، ونقبتْ قوته إلى صِفاقات المعدة إلى يومٍ أو يومين ، وسقي الصبر أيام البرد خطر ، وربما أسهل دما ، وقد جُعل بالشراب الحلو على البواسير النابته وشقاق المعقدة ، ويقطع الدم السائل منها . قال : وبدله مثلاه حُضُض .
المرُ فهو صمغ شجرةٍ تكون ببلاد المغرب شبيةٍ بالشجرة التي تسمى باليونانية : الشوكة المصرية ، تشرط فتخرج منها هذه الصمغة ، فتسيل على حصرٍ وبواري قد أعدت لذلك ، ومنه ما يوجد على ساق الشجرة . وقال أبو علي بن سينا : أجود المر ما هو إلى البياض والحمرة ، غير مختلط بخشب شجرته ، طيب الرائحة ، وطبعه : حار يابسٌ في الثانية ، وهو مفتحُ محللٌ للرياح ، وفيه قبضٌ وإلزاقٌ وتليين ، ودخانه يصلح لما يصلح هو ، ولكنه أشد تجفيفا ، وهو يمنع التعفن ، حتى أنه يمسك الميت ويحفظه من التغير والنتن ، ويجفف الفضول ، وإذا خلط بدهن الآس واللاذن أعان على تقوية الشعر