كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 205 """"""
القنة فهو بالفارسية البارْزَد ، وشجرهُ صنفان : صنفٌ زُبدي ضعيفُ الورق أبيض ، والآخر كثيف ثقيل ، وهو ثلاثة أنواع بري وعربي ، وجبلي وأجوده العسلي الصافي اللون . وقال دِيْقُوريدُوس وهو صمغٌ نباتٍ يشبه القنا في شكله ينبت في بلاد سُورية ، وأجوده ما كان شبيها بالكُنْدُر ، وكان متقطعا ، نقيا يدبق باليد ، وهو يُغش بالأشق ودقيق الباقلاء . وقال أبو علي بن سينا : طبعه حار في الثانية ، مجفف في الثالثة ، وقوته ملينةٌ محلله ، وهو مما يُفسد اللحم ، وفيه تسخينٌ وإلهاب وجذب ، ويقلع العدسيات ، وينفع من الخنازير ويُطلي به على القروح اللبنية بالخل ، وينفع من تشنج العضل ، ومن الصداع ، وإذا شمه المصروع انتعش ، وينفع من وجع الضرس والسن المتأكلة في الحال ، وينفع من الأوجاع الباردة في الأذن ، ويحلل أورامها وأوجاعها بغير أذى إذا حُل في دُهن السوسن وفُتر وقُطر ، وينفع من الربو والسعال المزمن ، ويدر الطمث بقوة ، ويُسقط الأجنة ، وينفع من اختناق الرحم سقيا بالشراب ، ويزيل عسر البول ، وهو ترياقٌ للسم الذي تسقاه السهام إذا سقي بشراب ، ولُسموم الحيات والعقارب ، ودخانه يطرد الهوام ، وبدله السٍّكْبِينَج .
الحِلْتِيت - فهو صمغ شجرة الأَنْجُذان ، وهو نوعان : أحدهما أبيض وهو المأكول ، والآخر أسود ، منتن الرائحة . وقال أبو حنيفة الدينوري : نبأته الرمل الذي بين بُست وبلاد القيقان ، والحِلْتِيت صمغ يخرج من أصل ورقه بان يُشرط أصله وساقه . وقال أبو علي بن سينا : طبعهُ حارٌ في أول الرابعة ، يابسٌ في الثانية ، وهو يُكثرِ الرياح ويطردها بتحليله ، وهو مع ذلك نفاخٌ مقطع ، ويحلل الدم الجامد في الجوف ، وينفع من داء الثعلب لطوخا بالخل والفلفل ، وإذا استعمل في المأكولات حسن اللون ، ويقلع التآليل المسمارية ، وإذا جُعل على الأورام الخبيثة

الصفحة 205