كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 210 """"""
البارد طِلاء للرأس ويُقطر في الأذن فيقتل دودها ، ويُقطر فيها بماء الزوفا للطنين والدوي ، وينفع الأسنان المتأكلة ، وهو يحد البصر ، ويجلو آثار القُروح في العين ، ولعقُ أوقيةٍ ونصف منه ينفع لقروح الرئة ، وينفع من السعال العتيق ، ويقتل الدود في الأمعاء وخصوصا الاحتقان به ، ويدر الطمث ، ويقتل الجنين ، ويُفسد المني إذا لظخ به ، وإذا لُطخ به الذكر قبل االخماع منع الحبل وينفع من تقطير البول وضمد به على نهش الحيه ذات القرن ، وإذا أذيب في شحم الأُيَّل ومُسحتْ به الأعضاء لا تقربها الهوام .
الزفت فيكون من شجر التنوب وغيره من ضروب الصنوبر ، وهو قريبٌ من دُهن القِطران .
الباب الرابع من القسم الرابع من الفن الرابع في الأمنان
ويشتمل هذا الباب على العسل والشمع واللُّكِّ والقِرِمز والآذن والأَفْتيِمُون والقِنْبِيل والوَرْس والترنْجُبِين والشيرْخُشْك والمَنّ والكَشُوث وسُكّر العُشَر العسل والشمع فقد قال التميمي في المرشد : إن العسل من يسقط من الهواء بكل بلد وبكل إقليم من الأمصار المسكونة ، وسقوطه على أنواع كثيرة من الأزهار والنوار والأوراق يلتقطه النحل الذي قد ألهمه الله جمعه وإلقاءه إياه في كواثره التي هو ساكنها ، وهي أقرصةُ شهده ، ويدخره لقوته عند حلول الشتاء عليه وانقطاعه من الطيران وعند حِصار الأمطار والثلوج له . ويدخره لُقوته عند حلول الشتاء عليه وانقطاعه عن الطيران وعند حصار الأمطار والثلوج له . وزعم كثيرٌ من الفلاسفة والأطباء أن الشمع الذي تتخذ منه النحلُ مساكنها ، وتربي فيه فراخها ، وتوعي فيه أعسالها ، نوع من المن الساقط من الهواء ، والله تعالى أعلم .

الصفحة 210