كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 211 """"""
الُّلكّ فيقال إنه يسقط على قُضبان الكروم في بلاد الهند فينعقد عليها . وزعم قومُ أنه صمغٌ يُلقط من قُضبان الكُروم ، والله أعلم .
وقال ابن سينا : إنه ينفع من الخفقان ، ويقوي الكبد ، وينفع من اليرقان والاستقساء .
القِرْمِز فقد قال أبو الخير في كتاب النبات : القِرْمِزُ طل يقع في العام الكثير الرطوبات والأنداء على شجر البلوط والتنوب فينعقد على خشبه حب أبيضُ اللون مِثلُ حب الكِرسنة ، فإذا انتهى ونضج وكان في قدر الحمص صار لونه أحمر قانئا براقا ، فيجمع في شهر إبريل ومايه ، فيجفف ويحزن لتصبغ به الثياب ، ومن خاصيته أنه لا يصبغ به إلا ما كان من حيوان ، كالحرير ، والصوف ، وإن هو لم يُجمع خرج منه دود صغار ، ويصنع على نفسه نسجا مثل نسج العنكبوت ، ويموت فيه .
اللاذن فهو من يسقط بجزيرة قُبْرُس على شجره ترعاه الأغنام فإذا باكرت الرعي من الأشجار علق اللآذن بلحي التيوس وخراطيمها وأظلافها ، فُيجمع منها بأمشاط معدة له . وأما ما يُجمع من الشجر فإنه يكون في خزائن الملوك لِطيب رائحته .
وقال ابن سينا : أجوده الدِسم الرزين القُبْرُسي الطيب الرائحة ، الذي هو إلى الصفرة ولا رملية فيه ، وينحل كله في الدهن فلا يبقى منه ثُفْل ، والاسود القاري غيرُ جيد ، وطبعه حارٌ في آخر كله من الدُهن فلا يبقى منه ثُفْل ، والاسود القاري غير جيد ، وطبعه حار في آخر الأولى ، يابسٌ في الثانية ، والذي يكون في البلاد الجنوبية أسخن . قال : وقال الخوزي : إنه بارد قابض ، وليس كذلك . قال : وهو لطيفٌ جدا ، فيه يسيرُ قبض ، منضج للرطوبات الغليظة اللزجة يحللها باعتدالٍ فيه ، وفيه قوةٌ حادةٌ مسخنةٌ مفتحةٌ لأفواه العروق ، ويدخل في تسكين الأوجاع ، وهو ينبت الشعر ويكثفه ويكثره ويحفظه ، خصوصا مع دهن الآس ومع الشراب ، ويقطر منه مع دهن الورد في الأذن الوجعة ، ويدخل في علاج الصداع والضربان وينفع من السعال ، ويحلل أورام الرِحم محتملا ، ويُخرج الجنين الميت والمشيمة تدخينا به ، وإذا شُرب بشرابٍ عتيقٍ عقل البطن وأدر البول .

الصفحة 211