كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 25 """"""
لا حجة سكنت الحازة وحللت الصلبة ، وهو مصدع بحرارته ، وعصارته تقطر لوجع الأذن السٌّدٌديّ ، ولرطوبة الأذن وكذلك ورقه ودهنه قلاع للحزاز في الرأس وهو يظلم البصر ، ويضعف المعدة ، ويجفف المنى ، ولبن الشَّهْدانِج البري يسهل برفق ، ونصف رطل من عصيره يحل الاعتقال ، ويطلق البلغم والصفراء ، ويذهب مذهب الِقٌرِطٌم ، هذا ما قاله فيه . وقال بعض الشعراء في ورقه :
عاطيتُ من أهوى وقد زارني . . . كالبدر وافى ليلة البدرِ
والنهر قد مد على متنه . . . شعاعه جسراً من التبرِ
خضراء كافوريةً رَنّحتْ . . . أعطافه من شدة السكرِ
يفعل منها درهم فوق ما . . . تفعل أرطال من الخمرِ
فراح نشوان بها غافلا . . . لا يعرف الحلو من المر
قال وقد لان بها أمره . . . فبات مردودا إلى أمري
قتلتني ، قلت : نعم سيدي . . . قتلين بالسكرِ وبالَّنْجرِ
وقال آخر :
يا ساقي القوم أدر بينهم . . . خضراء تغنيهم عن الخمر
حشيشة تجعل كل امرئٍ . . . منهم حشيشاً ولا يدري
وقال آخر :
رب ليلٍ قطعته ونديمي . . . شاهدي وهو مسمعي وسميري