كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 26 """"""
مجلسي مسجد وشربي من خض . . . راء تزهي حسناً بلونٍ نضير
قال لي صاحبي وقد لاح منها . . . نشرها مزريا بنشر العبير
أمن المسك ؟ قلت : ليست من المس . . . ك ولكنها من الكفور
البطيخ وما قيل فيه : فقال الثعالبيٌّ في فقه اللغة : أول ما يخرج البطيخ يكون قَعْسَرا ، ثم خَضَفا ، وهو أكبر من ذلك ، ثم يكون قحا ، ثم يكون بطيخاً ، وهو نوعان : بري وبستاني ، فالبري ، هو الحنظل ، ومنه ذكر ومنه أنثى ، فالذكر ليفي ، والأنثى رخو أبيض سلس ، والمختار منه الأبيض الشديد البياض اللين ، فإن الأسود منه رديء ، والصلب رديء ، وذكر فيه الشيخ الرئيس خواص ومنافع يطول شرحها ، قال : وطبعه حار في الثالثة ، زعم الكندي أنه بارد رطب ، قال : وقد بعد عن الحق بعداً شديداً . وأما البستاني - فهو ثلاثة أصناف : هندي وصيني وخرساني ، فالهندي هو الذي يسمى بمصر : الأخضر ، بالمغرب : الدلاع ، وبالحجاز : الحَبْحَب ، وبالشام : الَّزبَش ، والصيني هو الذي بمصر والشأم : الأصفر ، والجيد منه الثقيل الخشن الأصفر ، وفيه يقول بعض الشعراء :
ثلاث هن في البطيخ زين . . . وفي الإنسان منقصة وذلهْ
خشونة جسمه والثقل فيه . . . وصفرة لونه من غير علهْ
إذا شققته يوما تراه . . . بدورا أشرقت منها أهلهْ الخرساني هو الذي رقبه مستطيلة معوجة ، ويسمى بمصر : الَعْبدَليّ نسبة إلى عبد الله بن طاهر ، فإنه الذي نقله من خرسانَ إليها ، وقد عد بعض الأطباء في البطيخ صنفا آخر ، وهو لطيف الشكل ، عطر الرائحة ، منقوش بالحمرة والصفرة والسواد ، منه ما يكون بقدر الكف ، وأكبر من ذلك ، ومنه المستطيل ،