كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 27 """"""
ويسمى بالعراق : الدَّسْتَنْبوي ، واحدته دَسْتَنبويَه ، وفي الشأم : الشّمّام ، واحدته شمامة ، وفي الصعيد الأعلى يسمونه : اللٌّفاَحِ ، وهو خطأ ، لأن اللٌّفَاحِ صنف آخر ، ولهم في بعض بلاد الصعيد الأعلى من الديار المصرية صنف آخر من أصناف البطيخ الأصفر يسمونه : الشتوي ، وهو مستطيل الشكل ، غير جاف ، يشبه القثاء ، رقيق الجلد جداً ، وهم غالباً لا يقطعونه بالسكين ، وإنما يمتصون البطيخة فيخرج ما فيها ، ويبقى جلدها شبه الظرف ، وأكثر ما رأيت هذا الصنف بِإِسْنىَ من عمل مدينة قٌوصَ .
قال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا في البطيخ - ولم يميزه بأصنافه ، بل أطلق أسم البطيخ ، فقال : طبعه بارد في أول الثانية ، رطب في آخرها ، وإذا جفف بزره لم يكن مطباً ، بل يجفف في الأولى ، وأصله مجفف ، وقال في أفعاله وخواصِّه : النضيج منه لطيف ، و النَّيء الكثيف ، وغير النضيج في طبع القثاء ، وفيه تفتيح كيفما كان ، قال : والنَّضيجٌ منه وغير النضيج جاليان ، وبِزْرٌه أقوى جلاء ، ويستحيل إلى أي خلطٍ وافق في المعدة ، وهو إلى البلغم أشد ميلاً منه إلى الصفراء ، فكيف إلى السواد وهو ينقي الجلد ، وينفع من الكلف والبهق والحزاز ، وخصوصاً إذا عٌجِن جوفه كما هو بدقيق الحنطة وجفف في الشمس ، وإذا ألصق قشره بالجبهة منع من النوازل إلى العين ، قال : وإذا أكل وجب أن يتبع طعاماً آخر ، فإنه إذا لم يتبع شيئاً آخر غَثَّي وقيأ ، وليشرب عليه المحرر سِكَنْجَبِينا ، والمرطوب كٌنْدٌرا أو زنجبيلاً : مربى أو شراباً ، قال : وهو يدر البول نضيجه ونيئه ، وينفع من الحصاة في الكلية ، قال : وإذا فسد البطيخ في المعدة استحال إلى طبيعة سمية ، فيجب إخراجه بسرعةٍ إذا ثقل ، هذا ما قاله الشيخ .

الصفحة 27