كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 36 """"""
وقال الشيخ الرئيس : إن العتيق منه رديء ، والحديث أسلم . كأنه أراد بالعتيق : الذي طال مكثه في الأرض ، والحديث : الذي قرب عهده بالغراسة . وقال في طبعه : الصحيح أن قوته الغالبة عليه الحرارة واليبوسة . ورد بهذا القول على من زعم أنه بارد ، وقال في أفعاله وخواصه : إنه يولد السوداء ، ويولد السدد ، وإنه يفسد اللون ويصفره ، ويسود البشرة ، ويورث الكلف ، ويولد السرطانات والصلابات والجذام والصداع في الرأس ، وينتن الفم ، ويولد سدد الكبد والطحال ، إلا المطبوخ منه بالخل فإنه ربما فتح سدد الكبد ، قال والباذنجان يولد البواسير ، لكن سحيق أقماعه المجففة في الظل طلاء نافع للبواسير ، قال : وليس للباذنجان نسبة إلى عقلٍ أو إطلاق ، ولكنها إذا طبخت في الدهن أطلقت ، أو في الخل حبست ، هذا ما قاله الشيخ فيه .
وأما ما وصف به من الشعر ، فقال بعض الشعراء يصف المدور منه :
أهدت لنا الأرض من عجائبها . . . ما سوف يزهو بمثله وقتي
إذا أجاد الذي يشبهه . . . وأحكم الوصف منه في النعتِ
قال :
كرات الأديم قد حشيت . . . بسمسمٍ قمعت بكيمختِ
وقال آخر :
وابذنج بستانٍ أنيقٍٍ رأيته . . . على طبقٍٍ يحكي لمقلة رامقِِ
قلوب ظباءٍ أفردت عن جسوِمهاِ . . . على كل قلبٍ منهم كف باشقِِ
وقال آخر :
ومستحسن عند الطعام مدحرجٍ . . . غذاه نمير الماء في كل بستانِ
تطلع من أقماعه فكأنه . . . قلوب نعاجٍ في مخالب عقبانِ