كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 37 """"""
وقال آخر :
كأنما الابذنج سود حمائمٍ . . . أوكارها روض الربيع المبكرِ
لقطت مناقرها الزبرجد سمسما . . . فاستودعته حواصلا من عنبرِ
السلق فقال أبو بكر بن وحشية في توليده : وإن أردتم السلق فخذوا من ورق الخس وورق الخطمي فدقوها حتى يختلطا ، وليكونا رطبين ، ثم خذوا عروقا من عروق التيس فألبسوها ذلك المخلوط ، ثم اطمروها في الأرض ، فإنه يخرج من ذلك السلق . قال الشيخ الرئيس : والسلق صنفان : أسود لشدة الخضرة ، وهو معروف وأبيض ، وطبعه عند بعضهم حار يابس في الأولى ، وفي الحقيقة أنه مركب القوة ، وعند بعضهم هو بارد ، قال : ولا شك أن في أصله رطوبة ، قال : وفيه بورقية ملطفة ، وفيه تحليل وتجفيف وتليين ، وفي الأسود قبض ، وخاصة مع العدس ، قال : وجميع السلق رديء الكيموس ، وجميعه قليل الغذاء كسائر البقول ، وعصارته وطبيخ ورقه ينفعان من شقاق البرد ، ومن داء الثعلب ، ومن الكلف إذا استعمل ورقه ضمادا بعد غسل الموضع بنطرون ، ويقلع الثآليل ، وعصيره يقتل القمل ، تضمد به الأورام مسلوقاً فيحللها وينضجها ، وينفع من التوث ضمادا يحللها ، وورقه جيد مطبوخا لحرق النار ، وينفع من القوابي طلاء بالعسل ، ويسعط ماؤه مع مرارة الكركي فيذهب اللقوة ، وينفع من قروح الأنف ، وماؤه فاترا يقطر في الأذن فيسكن الوجع ، ويغسل بمائه الرأس فيذهب النخالة ، وأصله رديء للمعدة ، مغيثٍ ، وأكثر ذلك لبورقيته ، قال : وتفتيحه لسدد الكبد أشد من تفتيح الملوخيا ، خاصة مع الخردل والحل ، وكذلك الطحال ، ويجب أن يأكل بالمري والتوابل ، قال : وجميعه