كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 38 """"""
يولد النفخ والقراقر ويمغص ، وهو جيد للقولنج إذا أخذ بالتوابل والمري . ولم أقف على شيءٍ من الشعر فيه فأورده .
القنَّبِيط والكرنب فقال ابن وحشية : وإن أردتم توليد القنبيط فخذوا منه رأسا بعد موته ، فاغمسوه في عكر الخل غمستين بينهما ساعة ، ثم أتركوه في الأرض ، ودقوا كفا من جبنٍ عتيق ، واجعلوه فوقه ، واطمروه بالتراب ، فإنه بعد أربعة أسابيع يخرج القنبيط . ومن خصائص هذا النبات أنه إذا وقع عليه خل العنب قبل طبخه لم ينضج ، وكذلك إذا سلق وعمل عليه الخل فإنه يصلب ، ومتى زرع تحت كرمٍ فسد الكرم ، ويقال : إن بزره إذا قدم على أربع سنين وزرع بعد ذلك تحول سلجما ، فإن الزرع ذلك السلجم تحول كرنبا . وقال في توليد الكرنب : وإن أردتم الكرنب فخذوا أظلاف التيس الأربعة فانقعوها في السمن ثلاثاً ، ثم اجعلوها في الأرض ، وغطوها بشعر لحية التيس ثم اطمروا ذلك في رمل ، واطرحوا فوقه التراب ، فإنه ينبت منه الكرنب . وقال الشيخ الرئيس في طبع الكرنب : الأصل أرطب من الورق ، والبري أسخن وأيبس ، وجملته حار في الأولى ، يابس في الثانية ، قال : والكرنب منه بستاني ومنه بحري ومنه بري ، ومنه كرنب الماء ، البري أمر وأحد وأبعد من أن يكون غذاء ، وطبيخ أصل الكرنب بماء الرمان طيب ، والقنبيط غليظ الغذاء ، مغلظ للدم إذا لم ينحل رسخ إلى نواحي الثندؤة والجنب وأوجع ، ولا يكون منتقلا كالريحي ، قال وأما أفعاله وخواصه ، فهو منضج ملين مخفف ، خصوصا إذا طبخ وصب عنه الماء الأول ، ورماد قضبانه قوي التجفيف ، وله خاصية في تسكين الأوجاع ، وغذاءه يسير ، ودمه رديء ، وإذا طبخ بلحم سمينٍ أو دجاجٍ جاد قليلا ، قال : والبري والبحري والبستاني ينضج الفلغمونيات ، وهو يدمل ، ويمنع سعى الخبيثة ويجعل ببياض على الحرق ، قال : وهو ينفع من الرعشة ، ومع الحلبة قد يجعل على النقرس ، قال : طبيخه وبزره يبطيء بالسكر ، وإذا استطعت عصارته نقي الرأس ، ومن خواصه تجفيف اللسان ، وهو منوم ، وهو مظلم للبصر مع أنه يقع في الأكحال ، قال :