كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 4 """"""
الحِسان ، وما نسبت إليه الوجناتُ في احمرارها ، وألوان العشاق في اصفرارها ، وأشبهته القدود عند تمامها ، والثغور في انتظامها ، والنهودُ في بروزها وارتفاعها والخصور في هيفها والسرور في اتساعها ، وما اختلفت ألوانه وطعوم ثماره وإن ائتلفت أراضى مغارسه ومجارى أنهاره ، وما تضوع عرفه وفاح نشرُه ، وحُسنَ وصفه ولاح بشره ، وبقيت أثاره بعد ذبوله أحسن منها يوم زفافه ، وحصل الانتفاع به في حالتى غضاضتِه وجفافه ، ووصف الطيب في دوائه وعلاجِه ، ونص عليه الحكيم في أقْراباذِينِه ومناهجه ، وكان هذا الفن أحد شطرى النّامى ، وقسيم النوع الحيواني ، فإنا لم نقصدْ بإيرادِه استيعاب نوعِه ، واستكمال جِنسه ، واستيفاء منافعه ولإحاطة بمجموعه ، ولا تصدينا لذلك ، ولا تعرضنا لخوض هذه الجج وطُروِق هذه المهالك ، لأمور : منها تعذر الإمكان ، وضيق الزمان ، ولأن هذا الفن عجز عن حصره فلاسفةٌ الحكماء ، ومشاهير الأطباء ، وسكان البوادي ، ومن جمعتهم الرحاب وضمتهم النوادي ، ومن لازموا النبات من حين استهلت عليه الأنواء وباكرته الغوادي ، فأطلع كل منهم على ما لم يطلع الآخر عليه ، وشاهد مالم تنته فكرة غيره إليه ، وعلم التركماني منه

الصفحة 4