كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 41 """"""
جداً ، ويحلل ورم الطحال ، قال ابن ماسويه : وإن أكل بعد الطعام هضم ، وخاصة ورقه ، وماء ورقه يفتح سدد الكبد ، ويزيل اليرقان ، وقال بعضهم : ورقه يهضم ، وبزره وجرمه محللان للنفخ في البطن ، ويسهلان خروج الطعام ، ويشهيان ، ويذهبان وجع الكبد ، وماؤه جيد للأستسقاء ، قال : وهو ينفع من نهش الأفاعي ، وبالشراب من لسع العقرب ، وبزره ينفع من السموم والهوام ، وإن وضعت شدخة منه على العقرب ماتت ، وجرب ماؤه في ذلك فكان أقوى ، وإن لدغت العقرب من أكل فجلا لم تضره ، هذا ما ورد من منافعه ومضاره .
وقال بعض الشعراء يصفه :
احبب بفجلٍ قد أتتني به . . . عند مسائي ذات أوقارِ
كأنه في يدها إذ بدا . . . مقشراً في وقت إفطاري
قضبان بلورٍ وإلا فما . . . يجمد من قطرِ الندى الجاري
وقال آخر :
احبب بفجلٍ قد أتانى به . . . طبّاخٌنا من بعد تقشيرِ
منضدٍ في طبقٍ خلته . . . من حسنه قضبان بلورِ
الجزر - فقال ابن وحشية في توليده : إن أخذتم نابي الخنزير فدهنتموهما بالزيت ، وجعلتم في كل جانبٍ من جانبي النابين الحادين بعرة جمل ، وطمرتموهما في الأرض خرج عن ذلك الجزر الحلو الجيد ، وإن طمرتم قرنين من كبشين من كل واحدٍ قرناً مدهوناً بالزيت خرج من ذلك الجزر . وقال أيضاً : وأن أردتم الجزر فخذوا أصل السلجم فشقوه نصفين ، واجعلوا في جوفه من البصل في كل رأس بصلتين ، واحدة في أعلاه ، وأخرى في أسفله ، وليكونا أصلين ، ثم ادهنوهما بالزيت ، واطمروهما بالتراب ، فإن ذلك يعمل أصلا هو الجزر ، ويظهر ورقه على وجه الأرض .