كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 42 """"""
وقال الشيخ الرئيس : قال دِيسْقٌورِيدٌوس : من الجزر صنف ورقه أصغر من ورق الرّازِبانَج وفي صورته ، وساقه إلى شبر ، وفٌقّاحٌه أصفر ، وله كصومعة الكزبرة والشبث ، وله ثمر أبيض حاد طيب الرائحة والمضغ ، والثاني يشبه الكرفس الرومي حريف محرق طيب الرائحة ، والثالث ورقه كورق الكزبرة ، أبيض الفقاح ، شبثي الصومعة والثمرة ، وله كأقماع الجوز محشوة بزرا كمونيا في هيئته وحدته ، قال : وطبع الجزر حار في آخر الثانية ، رطب في الأولى ، وينفع بزره ، وورقه إذا دق وجعل على القروح المتأكلة نفع منها ، والجزر ينفع من ذات الجنب ، ومن السعال المزمن ، وهو عسر الهضم ، والمربى أسهل هضماً ، وينفع من الاستسقاء ، ويسكن المغص ، ويدر ، خصوصاً البرى ، وخصوصاً بزره ، وكذلك ورقه ، ويهيج الباه ، وخاصة البستاني ، فإنه أشد نفخاً ، وليس يفعل ذلك بزر البري .
الَّشقاقُل وهو الجزر البري إن عد في الجزر - فهو أهيج للباء من البستاني ، ويدر الطمث والبول ، ورأيت على حاشية " كتاب الأدوية المفردة " للشيخ الرئيس في النسخة التي نقلت منها بخط من لعله استدرك على الشيخ ما صورته : الجزر نوعان : بستاني وبري ، والمحلى عند دِيسْقٌورِيدٌوس ها هنا هو دوقو ، وله ثلاثة أصناف ، وليس هو من الجزر ، ولما خلط الشيخ في الماهية خلط في المنافع . ودوقو ، وهو جزر البري ، هذا ما رأيته في الجزر .
وقال الشاعر يصفه ويشبهه :
أنظر إلى الجزر الذي . . . يحكي لنا لهب الحريقْ
كمديةٍ من سندسٍ . . . فيها نصاب من عقيقْ