كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 43 """"""
قال ابن رافع :
أنظر إلى الجزر البديع كأنه . . . في حسنه قصب من المرجانِ
أوراقه كزبرجدٍ في لونها . . . وقلوبه صيغت من العِقبانِ
البصل وما قيل فيه : فقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : إنه حار في الثالثة ، وفيه رطوبة فضلية ، وأما أفعاله ، فهو ملطف مقطع ، وفيه مع قبضه جلاء وتفتيح قوي ، وفيه نفخ وجذب للدم إلى خارج ، ولا يتولد من غير المطبوخ منه غذاء يعتد به ، وغذاء الذي طبخ أيضا خلط غليظ ، قال : وللبصل المأكول خاصية ، ينفع من ضرر المياه ، وهو يحمر الوجه ، وبزره يذهب البهق ويدلك به حول موضع داء الثعلب فينفع جدا ، وهو بالملح يقلع الثآليل ، وماؤه ينفع القروح الوسخة ، وينفع مع شحم الدجاج لسَحْج الخف ، وإذا سٌعِط ماؤه نقي الرأس ، ويفطر في الأذن لثقل الرأس والطنين والقيحِ في الأذنين ، والإكثار منه يُسْبِت ، وهو مما يضر العقل لتوليده الخلط الرديء ، وهو يكثر اللعاب ، وعصارته تنفع من الماء النازل في العين ، وتجلو البصر ، ويكتحل ببزره بالعسل لبياض العين ، وماءه مع العسل ينفع من الخناق ، قال : والبصل يفتح أفواه البواسير ، وجميع أنواع البصل تهيج الباه ، وماؤه مدر للبول وملين للطبيعة ، وينفع من عضة الكلب الكلبِ إذا نطل عليها ماؤه بملح وسَذاب ، قال : والبصل المأكول يدفع ضرر السموم ، قال بعضهم : لأنه يولد في المعدة خلطا رطبا كثير يكسر عادية السموم قال الشاعر يصفه :
يكثرن من لبس الثياب تسترا . . . كتم الحسود ليطمئن الحارسُ
فإذا نظرت إلى ثياب وجدتها . . . أثواب زورٍ ليس فيها لابسُ