كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 44 """"""
وقال ابن وكيع يصفه من أرجوزة :
فاعمد إلى مدورٍ من البصل . . . فإنه أكثر أعوان العملْ
يحكي لعينيك احمرار قشره . . . إذا رماه ناظر بفكرهِ
غلائلا حمرا على جسومِ . . . بيض رِطابٍ من جسومِ الرومِ
الثوم وما قيل فيه : فقال الشيخ : منه البستاني المعروف ، ومنه الثوم البري ، وفي البري مرارة وقبض ، وهو المسمى ثوم الحية ، والكرّاثي مركب القوة من الثوم والكراث ، مسخن ومجفف في الثالثة إلى الرابعة ، والبري أكثر من ذلك ، والثوم ملين يحل النفخ جدا ، مقرح للجلد ، ينفع من تغير البلاد ، وإذا شرب بطبيخ الفُوتَنْج الحبلى قتل القمل والصئبان ، ورماده إذا طلى بالعسل على البهق نفع ، وينفع من داء الثعلب الكائن من المواد العفنة ، والثوم البري يلصق الجراحات الخبيثة إذا وضع عليها طريا ، وإذا احتقن بالثوم نفع من عرق النسا ، لأنه يسهل دما وأخلاطا ، قال : والثوم مصدع للرأس ، وطبيخه ومشويه يسكن وجع الأسنان ، وكذلك المضمضة بطبيخه ، وخصوصا إذا خلط بالكٌنْدٌر ، قال : والثوم مضعف للبصر ، ويجلب بثور في العين ، ويصفي الحلق مطبوخاً ، وينفع من السعال المزمن ، ومن أوجاع الصدر من البرد ، ويخرج العلق من الحلق ، وإذا جلس في طبيخ ورق الثوم وساقه أدر البول والطمث وأخرج المشيمة ، وكذلك إذا احتمل أو شرب ، وإذا دق منه مقدار درهمين مع ماء العسل أخرج البلغم ، وهو يخرج الدود ، وفيه إطلاق للطبع ، وأما فعله في الباه فإنه لشدة تجفيفه وتحليله قد يضر ، فإن طبخ في الماء حتى انحلت فيه حدته لم يبعد أن يكون ما يبقى منه في مسلوِقه قليل الحرارة لا يجفف ، وتتولد منه مادة المنىّ ، قال : والثوم نافع للسع الهوام ونهش الحيات إذا سقي بشراب ، قال : وقد جربنا ذلك ، وكذلك من عضة الكلب الكلبِ ، وإذا ضمد بالثوم وبورق التين وبالكمون على عضة مٌوغالِي نفع ، هذا ما أورده الشيخ فيه .

الصفحة 44