كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 45 """"""
وقال الشاعر يصفه :
يا حبذا ثومة في كف طاهيةٍ . . . بديعة الحسن تسبى كل من نظرا أبصرتها وهي من عجب تقلبها . . . كصرة من دَبِيقيٍّ حوت دررا
وقال آخر :
الثوم مثل اللوز إن قشرته . . . لولا روائحه وطعم مذاقه
كالنَّدْلِ غرك منظرا فإذا ادعى . . . لفضيلة ينمى إلى أعراقه
الكُرّاث وما قيل فيه : فمنه الشامي والنبطي ، ولكل منها توليد ذكره أبو بكر بن وحشية في كتاب " أسرار القمر " فقال : وإن أردتم الكُراّثَ الشامي فخذوا مقلة واحدةً فاغمسوها في سَكْبِينجٍ محلولٍ ببولٍ أي بولٍ اتفق ، ثم اطمروها في التراب ، واسقوها الماء ، فإنها تنبت بعد ثلاثين يوماً ، وتعمل أصولا جيادا .
وإن أردت الكٌراثَ النبطي فخذوا قشر الجوز فألقوه على قيرٍ مغلي ، واتركوه قليلا بقدر ما يعلق به من القِيرِ شيء يسير على أطرافه وجوانبه ، وما لم يعلق به شيء فردوه إلى أن يعلق ، ثم اجمعوا ذلك القشر وادفنوه في التراب ، وألقوا عليه قبل التراب شيئاً من خردلٍ مسحوق ، ثم اسقوه بالماء ، فإنه ينبت في أحد وعشرين يوما كٌرّاثا نبطيا .
قال الشيخ الرئيس : الكرّاث منه الشامي ، ومنه نبطي ، ومنه الذي يقال له كراث بري ، وهو بين الكُرِاث والثوم ، وهو أشبه بالدواء منه بالطعام ، والنبطي أدخل في المعالجات من الشامي ، وطبع النبطي حار في ثالثة ، يابس في ثانية ، والبري أحر وأيبس ، ولذلك هو أراد ، والشامي مع السٌّماّق للثآليل ، ويذهب الشَّرَى ومع الملح للقروح الخبيثة ، والبري لقروح الثدي ، قال : وهو يقطع الرعاف . وقال غيره : ماء الكُرّاثِ النبطي يقطع الرعاف وسيلان الدم إذا خلط به شيء من كٌنْدٌرٍ مسحوق .