كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 48 """"""
خصوصاً للكبد والكلية ، وفيه تحليل ، خصوصاً الصخري ، قال : ويشرب طبيخه لوجع الظهر وعرق النسا ، وإذا طبخ أصله بالخل وكذلك بزره فهو جيد لوجع الضرس ، وينفع من اليرقان ، قال : والأغلب يقولون فيه : إنه ينفع من القُوَلنْج البلغمي ، وطبيخ أصوله يدر البول وينفع عسره ، ويزيد في الباه ، وبزره إذا احتمل أرد الطمث ، وبفتح سدد الكلى ، قال : وإذا طبخ بالشراب نفع من نهشة الٌّرتَيْلاء ، وطبيخه يقتل - فيما يقال - الكلاب .
وقال الشاعر يصفه :
وباقة هليونٍ أتت وهي غضة . . . فشبهتها تشبيه ذي اللب والفضلِ
برشق نبال جمعت من زبرجدٍ . . . مشنفةِ الأعلى مفضضةِ الأصلِ
وقال أبو الفتح كشاجِم :
لنا رماح في أعاليها أود . . . مثقفات الحسم فتل كالمسدْ
منتصبات في انفراجٍ كالعمد . . . مكسوة من صبغة الفرد الصمدْ
ثوبان من السندس من فوق جسد . . . قد أشربت حمرة لونٍ لتقدْ
الهندبا وما قيل فيها : فقال ابن وحشية : إن أردتم الهندبا فخذوا من أصول الأشنان فدقوه واخلطوا به ورق الهندبا مدقوقا ، وصبوا عليه اليسير من الزيت ، وخمروه في إناء ثلاثة أيام ، ثم اجعلوه في الأرض ، وطمروه بالتراب فإنه يخرج بعد أربعة عشر يوما هندبا ، قال : وإن أردتموه أيضاً فخذوا رجل ديكٍ فانقعوها في خل ممزوجٍ بماءٍ يوما وليلة ، ثم انقعوها في بول البقر ثلاثة أيام ، ثم طمروها في الأرض ، فإنه يخرج من ذلك نوع آخر من هندبا ، والذي ينبت من أصول الأشنان أشد مرارةً وأغلظ ورقا ، لكنه أنفع للكبد .