كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 52 """"""
خصوصا بزره ، وإذا أكل وشرب عليه الرَّيْحانيٌّ فهو دِرْياق لعضة ابنِ عِرْس .
السَّذاب وما قيل فيه : فقال ابن وحشية : إن أردتم سذابا فخذوا رجلي ديكٍ فانقعوهما في عصارة الفودَنجْ البري أربعة أيام ، ثم اغمسوهما في الزيت واغرزوهما في الأرض ، وجعلوا فوق أصابع كل رجلٍ حجرين من الكٌنْدٌر أكبر ما تقدرون عليه ، ثم طاقةً من سذابٍ يابسٍ عرضا ، واطمروه في التراب ، فإنه بعد أحد وعشرين يوما يخرج منه السَّذاب ، فحولوه من منبته إلى بقعةٍ أخرى ، فإنه يشتدّ ويقوي ، ومن خاصية السذاب أن الحائض إذا مسته بيدها جف ، وهو إذا زرع في أصل شجرة التين نقصت حرارته وحرافته لما بينهما من الموافقة . وقال الشيخ الرئيس : أوفق السذاب البستاني ما ينبت عند شجرة التين ، وطبع السذاب الرطب منه حار يابس في الثانية ، واليابس حار يابس في الثالثة : واليابس البري حار يابس في الرابعة ، وهو مقطع محلل مٌفِشٌّ جداً ، منق للعروق مقرح قابض ، وهو مع النٌّطْرون على البهق الأبيض وعلى الثآليل والتوثِ نافع ويذهب رائحة الثوم والبصل ، وينفع من داء الثعلب ، وإذا دق وضمد به مع الملح عضو أحدث عليه ورما حارا ، وإذا جعل على خنازير الحلق والإبط حللها والصمغ أقوى في جميع ذلك ، وإذا جعل مع السمن والعسل على القوابي ومع الخل والإسِفيداج على النملة والحمرة نفع وينفع من الفالج وعرق النسا وأوجاع المفاصل شرباً وضماداً بالعسل ، ويضمد به مع السَّويق للصداع المزمن ، وعصارته المسخنةٌ في قشور الرمان تقطر في الأذن فتنفعها ، وتسكن الوجع والطنين والدوي ، وتقتل الدود ، وتطلي بها قروح الرأس ، وهو يحد البصر ، وخصوصا عصارته مع عصارة الرازبانج والعسل كحلا وأكلا ، وقد يضمد به مع السويق على ضربان العين ، وطبيخ الرطب منه الشبث اليابس نافع لوجع الصدر وعسر النفس على ما شهد به رُوفُس ويضمد به مع التين الأستقساء اللحميّ ، ويسقى شراب طبخ فيه السَّذاب ،

الصفحة 52