كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 53 """"""
وإذا شرب من بزره من درهمٍ إلى درهمين للفُواق البلغميِّ سكَّنه ، وهو يُمْريء ويشهي ويقوي المعدة ، وينفع من الطحال ، وهو مجفف المنى ويقطعه ، ويسقط شهوة الباه ويحقن به مع الزيت لأوجاع القولنج ، ويوضع بالعسل على القروح المعقدة ، ويغلي في الزيت ويشرب للديدان ، قال : والنوعان يستفرِغان فضول البدن بالإدرار ، ويضمد به وبورق الغار على الأنثيين لأورامهما ، وأكله ينفع من الحمى النافض والتمريخُ بدهنه ، وهو يقاوم السموم ، والإكثار من أكل البري قاتل . ولم أقف على وصفٍ فيه فأورده .
الطَّرْخُون فهو صنفان : بابليّ ، وهو طويل الورق ، وروميّ ، وهو مدوَّر ، قال ابن وحشية في توليده : وأن أردتم الطَّرْخُون فخذوا من عروق العشر وورقه فدقوا ذلك دقا يسيرا بلاسحق ، ثم صروه في صرةٍ واحدةٍ أو صررٍ في ورق الفجل الكبار ، واطمروه في الأرض ، فإنه يخرج لكم منه الطرخون . وقال الشيخ الرئيس : قالوا : إن العاقر قرحا هو أصل الطرخون الجبليّ ، قال : وطبعه الظاهر أنه حاَّر يابس إلى الثانية ، وإن كانت فيه قوة مخدرة ، قال : وقال بعض من لا يعتمد عليه : إنه بارد يابس . قال الشيخ : وهو مجفف للرطوبات ، وفيه تبريد ما ، وإذا مضغ وأمسك في الفم نفع القُلاع ، وهو يحدث وجع الحلق ، وهو عسر الهضم ، وهو يقطع شهوة الباه .
الإسفاناخُ وما قيل فيه : أما توليده فقال ابن وحشية فيه : خذوا عروق الخطميِّ ولفوا عليها من ورق الخسَّ الرَّطْب ، وانقعوها في الشيرجِ يوما ثم اطمروها في التراب ، فإنها تنبت بعد سبعة أيامٍ إسفاناخا .