كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 54 """"""
وأما طبعه وأفعاله - فقال الشيخ : هو بارد رطب في آخر الأولى ، وهو ملين ، وفيه قوة جالية غسّالة ، ويقع الصّفراء ، وينفع من أوجاع الظّهر الدّمويّة ونافعٌ من وجع الصّدر والرّئة .
البقلةُ الحمقاء وهي اليرسا ، وتسمى الرجلة والفَرْفَحِين : أما توليدها - فقد قال : وإن أردتم يرسا - وهي البقلةُ الحمقاء - فخذوا عروق القطن وورقه رطبين فدقوها دقا يسيرا وغرقوهما باللبن الذي قد أنبذ فيه الحمص ، ثم اطمروه في الأرض ، فإنه بعد أسبوع تثبت منه هذه البقلة والذي نعرفه نحن من أمرها أنها تنبت في أرض قصب السكر من غير معالجة . وأما طبعها وفعلها - فقال الشيخ والرئيس : إن طبعها بارد في الثانية رطب في آخرها ، وإن فيها قبضا يمنع النزف والسيلانات المزمنة ، وغذاؤها قليل غير مذموم ، وهي قامعة للصفراء جدا ، قال : ومن خاصيتها أنها تحك بها الثآليل فتقلها ، وهي ضماد للأورام الحارة التي يتخوف عليها الفساد ، وللحمرة ، وتنفع البثور في الرأس غسلا بها ، وتسكن الصداع الحار الضّربانيّ ، وتنفع من الرمد ، وتدخل في الأكحال والإكثار منها يحدث الغشاوة ، وتنفع التهاب المعدة شربا وضمادا ، وتنفع الكبد الملتهبة ، وتمنع القيء ، وتنفع من أوجاع الكلى والمثانة وقروحهما ، وتقطع شهوة الباه ، وزعم ما سرجويه أنها تزيد في الباه . قال الشيخ : ويشبه أن يكون ذلك في الأمزجة الحارة اليابسة ، وهي تحبس نزف الدم من الحيض ، وينفع ماؤها من البواسير الدامية ، ومن الحميات الحارة ، قال : وإن شويت وأكلت قطعت الإسهال .
الُحّماض وما قيل فيه : فقال ابن وحشية : وإن أردتم الُحّماض فخذوا من اليرسا ثلاثا أو أربعا فانقعوها في ماءٍ وخل ثلاثة أيام ، ثم خذوا عرقا من عروقها أو عرقين فاجعلوهما في الأرض ، واجعلوا الطاقات المنقوعة فوقهما ثم صبوا عليها ذلك الخل الممزوج ، واطمروها ، فإنها تنبت لكم الحماض .

الصفحة 54