كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 55 """"""
وقال الشيخ الرئيس : الحماض منه البستاني ومنه بريء " يقال له : السلق البري ، وليس في البري ، وليس في البري كله كما يقال حموضة ، بل لعل في بعضه حموضة ، والبري أقوى في كل شيء ، وطبعه بارد يابس في الثانية ، وبزره بارد في الأولى ، يابس في الثانية ، وفيه قبض ، وفي التَّفه منه التحليل يسير ، والحامض أقبض ، والذي ليس شديد الحموضة أغذى ، وهذا هو الشبيه بالهندبا ، وكله يقمع الصفراء ، وخلطه محمود ، وأصله بالخل ينفع لتقشير الأظفار ، وإذا طبخ بالشراب نفع ضماده من البرص والقوباء ، وقيل : إن أصله إذا علق في عنق صاحب الخنازير انتفع به ، وأصله بالخل للجرب المتقرح والقوابي ، وطبيخه بالماء الحار ينفع من الحكة ، وكذلك هو نفسه في الحمام ، وإذا تمضمض بعصارته نفع من وجع السن ، وكذلك بمطبوخه في الشراب ، وينفع الأورام التي تحت الأذن ، وينفع من اليرقان الأسود بالشراب ، ويؤكل لشهوة الطين ، وبزره يعقل البطن ، وقد قيل : إن ورقه تليينا ما ، وفي بزره عقل مطلق ، وقال بعضهم : إن بزر الحماض غير مقلوٍّ فيه إزلاق وتليين ، وأصله مدقوقا لسيلان الرحم وتفيت حصاة الكلية إذا شرب في شراب ، واللزوجة التي فيه تنفع من السَّحْج العارض من يبس الثٌّفْل ، وهو ينفع من لسع العقرب ، وخصوصا البري ، وإن استعمل بزره قبل لسع العقرب لم يضر لسعها .
الرّازِيانَج وما قيل فيه : فقال ابن وحشية : إن أخذتم أخثاء الخنزير فخلطتموها بدمه ، ولفقتموها في شيءٍ من جلده ، ثم طمرتموها بالتراب الذي له نزوفيه رطوبة ، خرج عن ذلك الرّازِيانَج . قال الشيخ الرئيس أبو علي ابن سينا : " والرّازِيانَجُ نبطي ورومي فأما النبطي : فمنه بري ، ومنه بستاني ، والبري أشد حرارة ويبسا ، وأولى بالثالثة ، وأما البستاني فتكون حرارته في الثانية ، قال : الراّزِيانَجُ يفتح السدد ويحد البصر ، خصوصا صمغة ، وينفع من ابتداء الماء ، وزعم إبٌّقراطيس أن