كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 56 """"""
الهوام ترعى بزر الرازيانج الطري ليقوي بصرها ، والأفاعي والحيات تحك أعيانها عليه إذا خرجت من مآويها بعد الشتاء استضاءةً للعين ، ورطبه يغزر اللبن ، وخصوصا البستاني ، ويدر البول والطمث ، والبري خاصةً يفتِّت الحصاة ، وفيهما منفعة للكلية والمثانة ، والبري ينفع من تقطير البول ، وينقي النٌّفساء ، وإذا أكل بزره مع أصله عقل ، وينفع من الحميات المزمنة ، وطبيخه بالشراب ينفع من نهش الهوام ، ويدق أصله ويجعل طلاء من عضة الكلب الكَلبِ . " وأما الرومي : وهو الذي بزره الأنيُسون " فقال جالِينُوس : هو حار في الثانية ، يابس في الثالثة . وقال الشيخ : وهو مفتح مع قبضٍ يسير ، وهو مسكن للأوجاع ، محلل للرياح ، وخصوصا إن قلي ، وفيه حدة يقارب بها الأدوية المحرقة وينفع من التهيج في الوجه ، وورم هو مفتح مع قبضٍ يسير ، وهو مسكن للأوجاع ، محلل للرياح ، وخصوصا إن قلي ، وفيه حدة يقارب بها الأدوية المحرقة وينفع من التهيج في الوجه ، وورم الأطراف ، وإذا بخر به واستنشق برائحته سكن الصداع ، وإن سحق وخلط به دهن الورد وقطر في الأذن أبرأ مما يعرض في باطنها من صدعٍ عن صدمةٍ أو ضربة ، وينفع من السبل المزمن ، ويسهل النفس ويدر اللبن ، ويقطع العطش الكائن عن الرطوبات البورقية ، وينفع من سدد الكبد والطحال ، ومن الرطوبات ، ويدر البول والطمث الأبيض ، وينقي الرحم من سيلان الرطوبات البيض ، ويحرك الباه ، وربما عقل البطن ، وهو يفتح سدد الكلي ويدفع ضرر السموم والهوام ، والله أعلم . وقال ابن وكيع في الرازيانج :
أخذت من كف الغزال الأحورِ . . . غصنا من البسباسِ ممطورا طرِي
كأنه في عين كل مبصرِ . . . مذبة من الحرير الأخضرِ
الكرفس وما قيل فيه : فقال الشيخ الرئيس : الكرفس منه جبلي ومنه بري ، ومنه بستاني ، ومنه ما ينبت في الماء وبقربه ، وهو أعظم من البستاني وقوته كقوته " ومنه نوع يسمى سُمُرْنِيُون " أعظم من البستاني أجوف الساق إلى البياض ، وقد يختلف بالبلاد ، فمنه رومي ، ومنه غيره ، قال : وأقواه الرومي ثم الجبلي ، وطبعه في أولى