كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 60 """"""
وقال أبو طالب المأموني :
ومستجنٍّ عن الجانين ممتنعٍ . . . بخلةٍ لم تحكها كف نساجِ
در تكون من عاجٍ تضمنه . . . في البر لا البحرِ أصداف من الساجِ
وقال آخر في لوزةٍ بقلبين :
ومهدٍ إلينا قد تضمنتْ . . . لمبصرها قلبين فيها تلاصقا
كأنهما حباّن فازا بخلوةٍ . . . على رقبةٍ في مجلسٍ فتعانقا
الجوز فقال الشيخ : هو حار ، ودرياقه للمحرورين السِّكَنْجبَيِن ، ولضعفاء المعدة المربى بالخل ، وهو حار في الثانية يابس في أولها ويبسه أقل من حره ، وفيه رطوبة غليظة تذهب إذا عتق . وأما أفعاله وخواصه - ففي مقلوه قبض ، وورقه وقشره كله قابض للنزف ، وقشره المحرق مجفف بلا لذع ، ودهن العتيق منه كالزيت العتيق ، وجلاء العتيق قوى ، ولبه الممضوغ يجعل على الورم السوداوي المتقرح فينفع ، وصمغه نافع للقروح الحارة منثوراً عليها وفي المراهم ، وهو مع عسلٍ وسذابٍ ينفع التواء العصب ، وعصارة ورقه تفتر وتقطر في الأذن فتنفع من المدة . وقيل : إنه مثقل للسان مبثر للفم ، وعصارة قشره وربه يمنع الخناق ، ويضر بالسعال ، وهو عسر الهضم رديء للمعدة ، والمربي والرطب أجود للمعدة وأفل ضرراً ، والمربى بالعسل نافع للمعدة الباردة ، وقشره يحبس نزف الطمث ، والمربى نافع للكلية الباردة ، ورماد قشره يمنع الطمث شربا بالشراب وحملا ، والجوز مع التين والسذاب دواء لجميع السموم ومع البصل والملح ضماد على عضة الكلب الكلبِ وغيره . وأما ما وصفه به الشعراء وشبهوه - فمن ذلك قول شاعر :
جاء بجوازٍ أخضرِ . . . مكسرٍ مقشرِ
كأنما أرباعه . . . مضغة علكِ الكندرِ