كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 61 """"""
وقال آخر :
والجوز مقشور يروق كأنه . . . لونا وشكلا مصطكى ممضوغُ
وقال أبو طالب المأموني : ومحقق التدوير يبعد نفعه . . . من كف من يجنيه مالم يكسرِ
در يسوغ لآكليه يضمه . . . صدف تكون جسمه من عرعرِ
متدَّرع في السلم فوق غلالةٍ . . . درعا مظاهرةً بثوبٍ أخضرِ
الجِلَّوْزُ وما قيل فيه : فالجلوز ، هو البندق ، وقد سمي أبن سينا الصنوبر بالجلوز ، وقال في البندق : هو إلى حرارٍة ما ويبوسةٍ قليلة ، وفيه من القبض أكثر مما في الجوز ، وفيه نفخ ، ويولد الرياح في البطن ، وإذا قلي وأكل مع فلفلٍ قليلٍ أنضج الزكام ، وقال إِبٌّراقط : البندق يزيد في الدماغ ، وإذا أكل بماء العسل نفع من السعال المزمن ، وهو بطيء الهضم ، ويهيج القيء ، وينفع من النٌّهوش وخصوصا مع التين والسذاب للدغ العقرب .
وأما ما وصفه به الشعراء وشبهوه ، فمن ذلك قول شاعر :
ولقد شربت مع الغزال مدامةً . . . صفراء صافيةً بغير مزاجِ
فتفضل الظبي الغزير ببندقٍ . . . شبهته ببنادقٍ من ساجِ
وكسرته فرأيت صوفا أحمرا . . . قد لف فيه بنادق من عاجِ
وقال ابن رافع :
جلوزة من كف طبيٍ غزالِ . . . رمى بها نحوي كمثل جلجلِ
أو كرةٍ قد ثلثت من صندلِ . . . تكسر عن حريرٍة لم تغزلِ
محمرةٍ فوق بياضٍ يعتلي . . . من حسنها المستظرفِ المستكملِ
في مطعمِ الشهدِ وعرفِ المندلِ