كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 62 """"""
الفستق وما قيل فيه : فقال ابن وحشية في توليده : وإن أردتم فستقاً فخذوا كبد الماعز فشقوها ، وادفنوا فيها عظم صلب الطاووس ، وأهرقوا فوقها عصارة الشّاهْتَرَج ، واطمروها في الأرض ، فإنه بعد سبعةٍ وعشرين يوما تخرج من شجرة الفستق .
وقال الشيخ الرئيس : طبعه أشد حرارة من الجوز ، وهو حار يابس في آخر الثانية ، وفيه رطوبة ، وزعم بعضهم أنه بارد ، وقد أخطأ وهو يفتح سدد الكبد لمرارته وعطريته ، وفيه عفوصة ، وغذاؤه يسير جدا ، وهو جيد للمعدة ، خصوصا الشامي الشبيه بحب الصنوبر ، وهو يفتح منافذ الغذاء ، ودهنه ينفع من وجع الكبد الحادث من الرطوبة والغلظ . قال فإن قال قائل : " لم أجد له في المعدة كبير مضرةٍ ولا منفعة " أقول : بل يمنع الغثيان ، وتقلب المعدة ، ويقوي فمها ، وهو ينفع من نهش الهوام ، خصوصاً إذا طبخ بالشراب . وأما ما وصفه به الشعراء وشبهوه : فمن ذلك ما قاله أبو إسحاق الصّابي :
والنقل من فستقٍ حديثٍ . . . رطبٍ تبدي به الجفافُ
لي فيه تشبيه فيلسوفٍ . . . ألفاظه عذبة خفافُ
زمرد صانه حرير . . . في حق عاجٍ له غلافُ
وقال آخر :
زمردةً ملفوفةً في حريرٍ . . . لها حق عاجٍ في غلافِ أديمِ
وقال أبو بكر الصنوبري :
وحظّى من نقلٍ إذا ما نعته . . . نعت لعمري منه أحسن منعوتِ

الصفحة 62