كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 65 """"""
الجراحات ذرورا " ومن الحروق الحرقيّة ، وفيه قوة مُدملة ، وفي لحائه من القبض ما يبلغ أن يشفي السَّحْجَ إذا وضع عليه ضمادا أو ذرورا ، ويصلح لمواقع الضربة ويدمل ، وورقه أصلح لذلك لأنه أرطب ، والغرغرة بطبيخ قشرة تجلب بلغما كثيرا ، وإذا سلق لحاؤه بالخل وتمضمض به نفع وجع الأسنان ، ودخانه نافع من انتثار الأشفار . قال : ويغذو غذاء قويا غليظاً غير رديء ، ويصلح للرّطوبات الفاسدة في الأمعاء ، وهو بطيء الهضم ، ويصلح هضمه : أما للمبرودين فالعسل وللمحرورِين فالطَّبرَزْذَ ، ويزداد بذلك جودة غذاء ، والمنقوع منه في الماء تذهب حدته وحرافته ولذعه ، ويبريء من أوجاع العصب والظهر وعرق النسا ، وهو نافع للأسترخاء ، وينقي الرئة ويخرج ما فيها من القيح والخلط الغليظ ، ويهيج الباه ، وخصوصا المربى منه ، وينفع من القيح والحصاة في المثانة ، وهو التمر والتين ينفع من لدغ العقرب . وقال في قضم قريش : إنه جيد لقروح الكلى والمثانة .
وأما ما وصف به الصنوبر وشبه به من الشعر : فمن ذلك قول بعض الشعراء :
صنوبر أطيب موجود . . . نلت به غاية مقصودي
كأنه حين حباني به . . . من خص بالإنعام والجودِ
حب لآلٍ مشرق لونه . . . في جوف أدراجٍ من العودِ
ونحوه قول الشاعر :
صنوبر ظلت به مولعا . . . لأنه أطيب موجودِ
كأنه الكافور في لونه . . . تحويه أدراج من العودِ
وقال أبو بكر الصنوبري - وذكر انتسابه إليه - :
وإذ عزينا إلى الصنوبر لم . . . نعز إلى خاملٍ من الخشبِ