كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 67 """"""
طبخت الرّمانة الحلوة بالشراب ثم دقت كما هي وضمدت بها الأذن نفع من ورمها منفعةً جيدة ، وشراب الرمان وربه نافعان من الحٌمار ، وعصارة الحامض تنفع من الظَّفرة ، وهو يخشن الصدر والحلق ، والحلو يلينهما ويقوي الصدر ، وإذا سقي حب الرمان في ماء المطر منع نفث الدم ، وجميعه ينفع من الخفقان ، ويجلو الفؤاد ، والمز ينفع من التهاب المعدة ، والحلو يوافق المعدة ، والحامض يضرّها ، ومع ذلك فحب الرمان يضر المعدة ، وسويقه مصلح لشهوة الحبالى ، وكذلك ربه ، خصوصا الحامض ، ويمصه المحموم بعد غذائه فإنه يمنع صعود البخار ، قال : والحامض أكثر إدرارا للبول من الحلو ، وكلاهما مدرّ ، وسويق الرمان ينفع من الإسهال الصفراوي ، وقشور أصل الرمان بالنبيذ تخرج الديدان . قال : والحلو يضر أصحاب الحميات الحارة . وقال في الجُلَّنار : وهو زهر رمانٍ بريّ ، فارسيّ أو مصريّ ، قد يكون أحمر وقد يكون أبيض ، وقد يكون مورداً ، وعصارته في طبعها كعصارة لحية التَّيس ، قوته قوة شحم الرمان ، وطبع بارد في آخر الأولى ، ويابس في الثانية ، وأفعاله وخواصه ، هو مُغَر ، حابس لكل سيلان ، ويولد الَّسوداء ، وهو جيد للثة الدامية ويدمل الجراحات والقروح والعٌقور والشٌّجوج ذروورا ، وهو يقوي الأسنان المتحركة ، وهو يعقل ، وينفع من قروح الأمعاء وسيلان الرحم ونزفها . وأما ما قيل فيهما من الشعر - فمن ذلك ما وصف به الرمان وشبَّه به ، قال أبو هلال العسكريّ ،
حكى الرمان أول ما تبدى . . . حقاق زبرجدٍ يحشون درّا
فجاء الصيف يحشوه عقيقا . . . ويكسوه مرور القيظ تبرا
ويحكي في الغضون ثدي حورٍ . . . شققن غلائلا عنهن خُضرا

الصفحة 67