كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 71 """"""
وأما ما وصف به وشبه من الشعر : فمن ذلك قول أبن الرومي :
إنما الموز إذ تمكن منه . . . كاسمه مبدلا من الميم فاءاَ
وكذا فقده العزيز علينا . . . كاسمه مبدلا من الزاي تاءاَ
فهو الفوز مثلما فقده المو . . . ت لقد عمّ فضلهُ الأحياءاَ
ولهذا التأويل سماه موزاّ . . . من أفاد المعاني الأسماءاَ
نكهةٌ عذبةٌ وطعمٌ لذيذٌ . . . فنعيم متابعٌ نعماءاَ
لو تكون القلوبُ مأوى طعامٍ . . . نازعته قلوبنا الأحشاءاَ
وقال فيه أيضاً :
للموز إحسانٌ بلا ذنوبِ . . . ليس بمعدودٍ ولا محسوبِ
يكاد من موقعهِ المحبوب . . . يسلمه البلعُ إلى القلوبِ
وقال الصاحب جمال الدين علي بن ظافر :
كأنما الموز إذا . . . ما جاءنا بالمعجبِ
أنياب أفيالٍ صغا . . . رٍ طليت بالذهبِ
ونحوه قول الآخر - وكأنه مأخوذ منه - :
موز حلا فكأنه . . . عسل ولكن غير جاريِ
ذو باطنٍ مثلِ الأقا . . . حِ وظاهرٍ مثل النضارِ
يحكي إذا قشرته . . . أنياب أفيالٍ صغارِ
وحكى صاحب " بدائع البدائه " أن الحسن بن رشيقٍ ومحمد بن شرف القيرواني اجتمعا في مجلس المعز بن باديس وبين يديه موز ، فاقترح على كل واحدٍ منهما أن يعمل فيه شيئا ، فقال ابن شرف :
يا حبذا الموز وإسعادهُ . . . من قبل أن يمضغه الماضغ