كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 73 """"""
وأنشدني الشيخ الفاضل شهاب الدين أحمد بن منصور الدمياطي - عرف بابن الجباس - في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وسبعمائة لنفسه وأجاد :
كأنما الموز في عراجِنه . . . وقد بدا يانعا على شجرهِ
فروع شعرٍ برأس غانيةٍ . . . عقُص من بعد ضم منتشرهِ
كأن ضمه وعقصه . . . أرسل شرابهً على أثرهِ
كأن أمشاطه مكاحل من . . . زمردٍ نظمت على قدرهِ
كأنما زهره الأنيق وقد . . . شقق عنه كِمامُ مستترهِ
نظام ثغرٍ يزينه شنب . . . ممتزج شهده بمعتصرِ
كأن قامات سوقه عمد . . . حنت أواوينها على جدرهِ
كأن أشجاره وقد نشرت . . . ظلال أوراقها على ثمرهِ
حاملة طفلها على يدها . . . تقيه حر الهجيرِ في خمرهِ
كأنما ساقه الصقيلُ وقد . . . بدت عليه رقوم معتبرهِ
ساق عروسٍ أميط مئزرها . . . فبان وشي الخضاب في حبرهِ
تصاغ من جوهرٍ خلاخلها . . . فتنجلي والنثار من زهرهِ
حدائق خفقت سناجقها . . . كأنها الجيش أم في زمرهِ
وكل آياته فباهرة . . . تبين في ورده وفي صدرهِ
كأنما عمره القصير حكى . . . زمان وصل الحبيب في قصرهِ
كأن عرجونه المشيب أتى . . . يخبر أن حانه انقضا عمرهِ
كأنه البدر في الكمال وقد . . . أصيب بالخسف في سنا قمرهِ
كأنه بعد قطعه وقد اصفر . . . لما نال من أذى حجره

الصفحة 73