كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 74 """"""
ِ
متيم قد أذابه كمد . . . يبيت من وجده على خطرهِ
معلق بالرجاء ، ظاهره . . . يخبر عما أجن من خبرهِ
يطيب ريحاً ويستلذ جني . . . على أذى زاد فوق مصطبرهِ
كأنه الحر حال محنته . . . يزيد صبراً على أذى ضررهِ
وأما ما وصف به وشبه النارنج ، فمن ذلك قول شاعر :
لله أنجم نارنج توقدها . . . يكاد ينجاب عن لألائه الغسقُ
تبدو لعينيك في لألائها ولها . . . من الغصون بروج دوحها الأفقُ
تجني به اليد جمراً ليس يطفئه . . . غيث ولا اليد إذ تجنيه تحترقُ
كأنه مستعار الشبه من سفنٍ . . . مذهبٍ أو حباه لونه الشفقُ
وقال آخر :
تأملها كراتٍ من عقيق . . . تروقك في ذرا دوحٍ وريقِِ
صوالجٌ من غصونٍ ناعماتٍ . . . غذتها درة العيش الأسبقِِ
تخال غصونها فيها نشاوي . . . بأيديهم كئوس من رحيقِِ
عجبت لها شربن الماء رياً . . . وفي لباتها لهب الحريقِِ
وقال آخر يصف نارنجة :
يا رب نارنجةٍ يلهو النديمُ بها . . . كأنها كرة من أحمر الذهبِ
أو جذوة حملتها كف قابسها . . . لكنها جذوة معدومة اللهبِ

الصفحة 74