كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 76 """"""
وقال أبو الحسن الصقلي :
تنعم بنارنجِك المجني . . . فقد حضر السعد لما حضرْ
فيا مرحبا بقدود الغصون . . . ويا مرحبا بخدود الشجرْ
كأن السماء همت بالنضار . . . فصاغت لها الأرضُ منه أكرْ
وقال ابن المعتز :
كأنما النارنج لما بدت . . . صفرته في حمرةٍ كاللهيبْ
وجنة معشوقٍ رأى عاشقا . . . فاصفر ثم احمر خوف الرقيبْ
وقال السري الرفاء :
وبديعة أضحى الجمال شعارها . . . صبغ الحيا صبغ الحياء إزارها
حلت عقال نسيمها وتوشحت . . . بالأرجوان وشددت أزرارها
فالعين تحسر إن رأت إشراقها . . . والنفس تنعم إن رأت أخبارها
فكأنها في الكف وجنة عاشقٍٍ . . . عبث الحياء بها فأضرم نارها
محمولة حملت عجاجة عنبرٍ . . . فإذا سرى ركب النسيم أثارها
أمنت على أسرارها ريح الصبا . . . وهنا فضيعت الصبا أسرارها
وكأنما صافحت منها جمرةً . . . أمنت يمينك حرها وشرارها
ما أحسب النارنج إلا فتنة . . . هتك الزمان لناظرٍ أستارها
عشقت محاسنه العيونُ فلو رنت . . . أبدا ليه ما قضت أوطارها
وقال آخر :
سقيا لأيامنا ونحن على . . . رءوسنا نعقد الأكاليلا
في جنةٍ ذٌللت لقاطفها . . . قطوفها الدانيات تذليلا
الصفحة 76