كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 79 """"""
ِ
وأما ما وصف وشبه به اللَّيْمُون فمن ذلك قول الشاعر :
انظر إلى الليمون في شكله . . . وحسنه لما بدا للعيانْ
كأنه بيض دجاجٍ وقد . . . لطخه العابث بالزعفرانْ
وقال السري الرفاء :
واصطبحناها على نه . . . رٍ بصفو الماء يجري
ظللته شجرات . . . عطرها أطيب عطرِ
فلك أنجمه اللي . . . مون فمن بيضٍ وصفرِ
أكر من فضةٍ قد . . . شابها تلويح تبرِ
وقال آخر :
يا رب ليمونةٍ حيا بها قمر . . . حلو المقبل ألمي بارد الشنبِ
كأنها كرة من فضةٍ خرطت . . . فاستودعوها غلافا صيغ من ذهبِ
الباب الثاني من القسم الثاني من الفن الرابع فيما لثمره نوىً لا يؤكل
ويشتمل هذا الباب على عشرة أصناف ، وهي النخل وما يشبهه ، وهو النارجيل ، والفُوْفَلُ والكاذيّْ ، والخزم ، ثم الزيتون والخُرْنُوبُ والإجاصُ والقَراسِيِا والزعرور والخوخ والمشمشُ والعنابُ والنَّبِقْ .
النخل فقال الله تعالى " والنخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيدٌ رزقاً للعبادِ " ، وقال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن من الشجر شجرةً لا يسقط ورقها ، وإنها مثل المسلمٌ ، فحدثوني ما هي " ؟ فوقع الناس في شجر البوادي ، قال عبد الله : ووقع في نفسي أنها النخلة ، فآستحييت ، ثم قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال " هي النخلة " ، قال عبد الله : فحدثني أبي بما وقع في نفسي ، فقال : لأن تكون قُلتها أحبٌّ إليّ من كذا وكذا .