كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
ليس لها قشر ولا نوى وهي التفاح والسفرجل والكمثرى والعنب والتين والأترج والخرنوب والتوت والقثاء والبطيخ ، وقال أبو عبيد البكري في كتابه المسالك والممالك : إن إسحاق بن العباس بن محمد الهاشمي حكى عن أبيه أنه تصيد يوما بناحية صنعاء فأصابته السماء فمال على أحوية أعرابٍ فمكث عندهم يوما وليلة والغيث منسجم ، لا ينسجم ، فلما أصبح قال : لقد أنزل الله الليل خير كثير ، فقام رب البيت إلى كساء كان قد نصبه بين أربع أخشاب يصيبه المطر ، فلمسه بيده ، فقال ، ما أنزل الله الليلة خيراً ، ثم ليلة أخرى كذلك ، وليلة أخرى ، فلما كان في اليوم الثالث قال : نعم قد أنزل الله خيرا في هذه الليلة ، فسأله العباس بن محمد عن ذلك ، فأتاه بكف من البزور وتناولها من جوف ذلك الكساء ، وقال : إن حب البقل والعشب والكلإِ إنما ينزل من السماء . هذا ما ورد في أصل النبات .
وأما ترتيبه من ابتدائه إلى انتهائه - فقد حكى الثعلبي في " فقه اللغة " قال : أول ما يبدأ النبت فهو بارِض ، فإذا تحرك قليلا فهو جحيم ، فإذا عم الأرض فهو عّميم فإذا اهتز وأمكن أن يقبض عليه قيل : " اجثألَّ " فإذا اصفر ويبس فهو هائج ، فإذا كان الرطب تحت اليابس فهو غميم ، فإذا كان بعضه هائجا وبعضه أخضر فهو شَميِطِ ، فإذا تهشم وتحطم فهو هشيم حَطِيم ، فإذا أسود من القدم فهو الدِّنْدِن فإذا يبس ثم أصابه المطر فأخضر فذاك النشر .
وقيل في مثله : إذا طلع أول النبت قيل : " أوشم ، وطرّ " ، فإذا زاد قليلا قيل : " طفر " فإذا غطى الأرض قيل : " استحلس " ، وإذا صار بعضه أطول من بعضٍ قيل :

الصفحة 8