كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 81 """"""
وللشعراء في النخل أوصاف ، فمن ذلك ما أنشده الأصمعيّ :
غدتْ سلمى تعاتبني وقالت . . . رأيتك لا تُريغ لنا معاشا
فقلت لها : أما يكفيك دُهْمُ . . . إذا أمحلتِ كنّ لنا رِيَاشا
بواركُ ما يبالين الّيالي . . . ضربن لنا وللأيام جاشا
إذا ما الغادياتُ ظلمن مدتْ . . . بأسبابٍ ننال بها انتعاشا
ترى أمطاءها بالبسْرِ هُدْلا . . . من الألوان ترتِعش ارتعاشا
وعن الشعبي قال : كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إن رسلي أخبروني أن بأرضك شجرةً كالرجل القائم عن مثل آذانِ الحُمُر ، ثم يصير مثل اللؤلؤ ، ثم يعود كالزمرد الأخضر ، ثم يصير كالياقوت الأحمر والأصفر ثم يرطب فيكون كأطيب فالُوذٍ اتخذ ، ثم يجفٌّ فيكون عصمةً للمقيم ، وزاداً للمسافر فإن كان رسلي صدقوني فهي الشجرةُ التي نبتت على مريم بنت عمران . فكتب إليه عمر - رضي الله عنه - : إن رسلك صدقوك ، وهي الشجرة التي نبتت على مريم ، فاتق الله ، ولا تتخذ عيسى إلهاً من دون الله .
أخذ عبد الصمد بن المعدَّل هذه التشبيهات ، فقال يصف النخل في أُرجوزة أولها :
حدائقٌ ملتفةُ الجنانِ . . . رست بشاطي ترعٍ ريانِ

الصفحة 81