كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 82 """"""
تمتار بالأعجازِ للأذقانِ . . . لا ترهب المحلَ من الأزمانِ
إن هي أبدت زينة المُردانِ . . . لاحت بكافورٍ على إدهانِ
يطلع منها كيد الإنسانِ . . . إذا بدت ملمومة البنانِ
علت بورسٍ أو بزعفرانِ . . . حتى إذا شُبه بالآذانِ
من حُمُر الوحش لدى العيانِ . . . شققه علجانِ ماهرانِ
عن لؤلؤٍ صيغ على قضبانِ . . . مصوغةٍ من ذهبٍ خلصانِ
ثم يرى للسبعِ والثماني . . . قد حال مثل الشذر في الجمانِ
يضحك عن مشتبه الأقرانِ . . . كأنه في ناضر الأغصانِ
زمردٌ لاح على تيجانِ . . . حتىّ إذا تم له شهرانِ
وانسدلت عثا كل القنوانِ . . . كأنها قضبٌ من القيقانِ
فصلن بالياقوت والمرجانِ . . . رأيته مخلتف الألوانِ
من قانيءٍ أحمر أرجواني . . . وفاقع أصفرَ كالنيرانِ
مثل الأكاليل على الغواني
ونحوه قول أبي هلال العسكريّ :
ونخيلٍ وقفن في معطف الرّم . . . ل وقوف الحبشانِ في التيجانِ
شربت بالأعجازِ حتى تروتْ . . . وتراءت بزينة الرّحمنِ
طلع الطلعُ في الجماجم منها . . . كأكف خرجن من أردانِ
فتراها كأنها كُمُت الخي . . . لِ توافتْ مُصّرة الآذانِ
أهو الطلعٌ أم سلاسلُ عاجٍ . . . حملت في سفائن العيقانِ

الصفحة 82