كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 85 """"""
مضَّمن الباطنِ ثوب نور . . . يَفْتَرّ عن مكنونهِ الثغورِ
كأنما فت من الكافورِ
وقال أيضاً :
قد أتانا الذي بعثتَ إلينا . . . وهو شيءٌ في وقتنا معدومُ
طلعةٌ غضةٌ أتتنا تٌحاكي . . . سفطا فيه لؤلؤ منظومُ
وقال الربيع بن أبي الحقيق اليهودي يرثي كعب بن الأشرف :
ذو نخيلٍ في تلاعٍ جمةٍ . . . تخرج الطلع كأمثال الأكفْ
البلح والبُسْرُ والتَّمر فروى عن عامر بن سعيدٍ عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من تصبَّح كلَّ يومٍ سبع تمرات - يعني عجوةً - لم يضره في ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر " خرجه البخاري في صحيحه . وقال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : إن طبعهما بارد يابسٌ في ثانية ، والبٌسرٌ أقبض من القسب ، وإذا أكل وشرب الماء على أثره نفخ ، وإن كان أول ما يحلو قرقر أكثر ، ويحدثان السدد في الأحشاء ، وطبيخ البسر يسكن اللهب مع حفظ الحرارة الغريزية ، والإكثار منهما يولد في البدن أخلاطا غليظة ، والبسر يصدع ، وكثيره يسكر ، وهما رديئان للصدر والرئة ، ويحدثان السدد في الكبد ، وهضمهما بطيء ، والهش أقل هضماً ، وغذائهما يسير ، وكلٌّ واحد منهما يعقل البطن . قال : والبلح يغزر البول ، وإذا شرب بخل عفصٍ منع السيلان الرحم ونزف البواسير ، وكثرة استعمالهما توقيع في القشعريرة .
وقد وصف الشعراء البلح والبسر في أشعارهم - فمن ذلك ما قاله ابن وكيع التيسي في البلح :
أما ترى النخل طارحا بلحا . . . جاء بشيرا بدولة الرطبِ