كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 87 """"""
ِ
توابيت تبدت من عقيقٍ . . . مقمعة بمسبوك النضارِ
ترى لصفاء جوهرِها نواها . . . كألسنة العصافير الصغارِ
وقال ابن الرومي :
بعثت ببرنيٍّ جَنيَّ كأنهّ . . . مخازنُ تبرٍ قد ملئن من الشهدِ
مختمة الأطراف تنقد قُمْصُها . . . عن العسل الماذي والعنبر الهندي
فكم لبثت في شاهقٍٍ لا ترى به . . . ولا تجتني باللحظ إلا من البعدِ
تُنقَّلُ من خضرِ الثياب وصُفرِها . . . إلى حُمرِها ما بين وشيِ إلى بردِ
ألذ من السلوى وأحلى من المني . . . وأعذبُ من وصل الحبيب على الصدِّ
وقال محمد بن شرف القيرواني في التمر :
أما ترى التمر يحكي . . . في الحسنِ للنظارِ
مخازنا من عقيقٍ . . . قد قُمَّعتْ بنُضارِ
كأنما زعفرانٌ . . . فيه مع الشُهْد جارِي
يشفّ مثل كئوسٍ . . . مملوءةٍ من عُقارِ
وحيث انتهينا من وصف النخل وثمرته على اختلافها إلى ما وصفناه فلنذكر أعجوبة نقلها محمد بن علي بن يوسف بن جلب راغب في تاريخ مصر في حوادث سنةِ اثنتين وثلاثمائة فقال : اتفق يوم النوروز في هذه السنة لسبع خلون من شهر ربيع الأول ، فأكل الناس الرطب قبل النوروز ، ولم يبق في النخل شيء من الرطب ، ثم حمل النخل حملاً ثانياً ، فأكل الناس البلح والبسر