كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 89 """"""
الكاذِيَّ فقال : هي نخلة ، إلا أنها لا تطول طول النخل ، فإذا أطلعت الطلعة قطعت قبل أن تنشق ، ثم تلقي في الدهن ، وتترك حتى يأخذ الدهن رائحتها ، فيتطيب به ، فإن تركت الطلعة حتى تنشق صار بلحاً ، ويتناثر ولم توجد له رائحة .
الخَزَم فقال : هو شجرة كالدوم ، له أقناء وبسر أسود إذا أينع إلا أنه مر عَفِصٌ لا يأكله الناس ، وتتخذ من خوصه وعسبه الحبال ، فلا يكون شيء أقوى منها .
الزيتون وما قيل فيه - فقال الشيخ الرئيس : الزيتون يغذو قليلاً ، وورق البري جيد للداحس ، ويمنع العرق مسحاً ، وصمغ البري ينفع من الجرب المتقرح والقوابي ، وينفع الغشاوة والبياض ، ويجلو العين ووسخ قروحها ويخرج الجنين . وأما الزيتون المملح يحقن به لعرق النسا ، وورقه يطبخ بماء الحصرم حتى يصير كالعسل ، وتطلى به الأسنان المتأكلةُ فينفعها ، وعصارة ورقه للجحوظ . قال : الزيتون الأسود مع النواه من جملة البخورات للربو وأمراض الرئة ، والزيتون الغليظ المملح يثير الشهوة ، ويقوي المعدة ، ويولد كَيْمُوسا قابضا ، والمخلل أقبل الجميع للهضم وأسرعه . وقال ابن وكيع :
أنظر إلى زيتوننا . . . فيه شفاء المهجِ
بدا لنا كأعينٍ . . . شُهلٍ وذاتِ دعجِ
محضٌّر زبرجدُ . . . مسودة من سبج