كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 90 """"""
ِ
الخُرْنُوب وما قيل فيه - : فقال الشيخ الرئيس : أصلحه الخُرْنُوب الشامي المجفف ، وهو قابض ، والرطب منه مطلق . قال : وإذا دلكت الثآليلُ بالخرنوب النبطي الفج دلكا شديدا أذهبها البتة ، والمضمضةٌ بطبيخه جيدةٌ لوجع الأسنان ، والرطب من الشامي رديء للمعدة ، لا ينهضم ، واليابس أبطأ انهضاما . وقال : والجلوس في طبيخه يقوي المعدة ، وفيه إدرار ، والنبطي نافعُ من سيلان الطمث المفرط أكلاً واحتمالاً . وقال جالينوس : ليت هذه الشجرة لم تجلب إلى بلادٍ أخرى . وحُكي أن سليمان عليه السلام كان من عادته أن يعتكف في البيت المقدس المدد الطوال ، وكانت تخرج له في كل يوم من محرابه شجرة ، فيسألها عن اسمها فتخبره ، فخرجت له شجرة الخرنوب ، فسألها عن اسمها ، فأخبرته ، فبكى ، وقال نُعيتْ إلى نفسي ، فقيل له ذلك ، فقال : الخرنوب خراب ، ومات بعد ذلك بقليل ، وقال الشاعر فيه :
لما أتى الخُرْنُوبُ في طبقٍٍ . . . حنّت إليه النفوسُ والمُهخُ
كأنه في كمال حالته . . . حَبٌّ عقيقٍ أصدافها سبجُ
الأجاصُ فقال أبو بكر بن وحشية في توليده : إن خلطتم اليبروح بورق العناب ومثل نصف وزنِ اليبروح كُنْدُسا ، وزرعتموه في أي بلاد ، خرج عن ذلك شجر الإجاص الحامض ، وإن أردتموه حلوا فاخلطوا مع اليبروح خمير دقيق الشعير والحنطة مختلطين ، وقد طال اختمارهما حتى حمٌضا ، فإنه يخرج عنه شجر الإجاص الحلو ، وذلك بعد أن يخلط بما تقدم ، ومن الخمر الحديث بِرطل . وقال الشيخ الرئيس في الإجاص : البستي منه أقوى من الأسود ، والأصفر أقوى من الأحمر ، والأبيض الكبير ثقيل قليل الإسهال ، والأرمني أحلى الجميع وأشده إسهالاً ، وأجوده الكبار السمينة ، وطبعه بارد في أول الثانية رطب في آخرها . وقال في أفعاله وخواصه : صمغه ملطف قطاع مُغَرٍّ ، وفي الدمشقي عقل وقبض عند دِيسقُورِيدُس ، وقال جالينوس : والذي لم ينضج فيه قبض وغذاؤه قليل ، وليؤكل قبل الطعام ، ويشرب المرطوب بعده ماء العسل والنبيذ وصمغه ملحم للقروح ، وبالخل

الصفحة 90