كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 91 """"""
يقلع القُوباء . وخاصة إن كان معه عسل أو سكر وخصوصاً في الصبيان ، وورقه إذا تمضمض بمائه منع من النوازل إلى اللوزتين واللهاة ، وإذا اكتحل بصمغه قوي البصر ، والمز منه يسكن التهاب القلب ، وهو أشد قمعاً للصفراء ، والحلو منه يرخي المعدة بترطيبه وتبريدها ، وبالجملة لا يلائمها ، والحلو منه أشد إسهالا للصفراء ، والرطب أشد إسهالا من اليابس ، والدمشقي يعقل البطن عند بعضهم ، والبري ما دام لم ينضج جدا ففيه قبض إجماعا . وقال جالينوس : إن دِيْسقُورِيدُس أخطأ في قوله : إن الدمشقي يقبض ، بل هو مسهل وصمغه يفتت الحصاة ، وماؤه يدر الطمث ، وكلما صغر كان أقل إسهالاً . وقال سليمان بن بطال الأندلسي يصفه :
بعثتُ ما يندرُ لكنه . . . في وصفه الناعتُ لم يبررِ
جيشا من الزَّنْج ولكنه . . . جيشُ متى يلقى العِدا يُقهرِ
ينفي لك الصفراء مهزومةً . . . والزَنْجُ أعداُء بني الأصفرِ
وقال آخر :
كأنما الإجاصُ في صبغه . . . مسترقٌ في اللون صِبغَ المهجْ
لم يخلطُ في لونٍ وفي منظرٍ . . . مستحسنِ الوصف وعرفٍ أرجْ قطائع العنبر ملمومةً . . . أو خرزاتٍ خُرطتْ من سبخْ
ومما وصف به القَراسِيا - قال شاعر :
وحبوبٍ كأنها حدقُ الأع . . . ين سُودٍ دموعهن دماءُ
مائلاتٍ مثل النجوم علينا . . . في بروج لها الغصونُ سماءُ
وإذا ما نثرتها ففصوصٌ . . . صبغتها بمائها الظَّلماءُ
من يذقها يذق رُضابَ غزالٍ . . . فهي والخمرُ في المذاق سواءُ
الزٌّعْرور وما قيل فيه : فقال الشيخ الرئيس : الزعرور يسمى مثلث العجم ، ومنه نوع تسميه اليونانيون هيقيليمون ، وربما سموه التفاح البري ، وشجره يشبه شجر

الصفحة 91