كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)

"""""" صفحة رقم 92 """"""
التفاح حتى في ورقه ، إلا أنه أصغر منه ، عفصُ الطعم ، وهو قابض ، ويقمع الصفراء ، ويحبس السيلانات أكثر من كل ثمرة . وفي وصفه يقول أبن رافع :
كأنما الزٌّعْرورُ لما بدا . . . في حُسنِ تقديرٍ ومرأي أنيقْ
جلاجلٌ مخضوبةٌ عندما . . . أو خرزاتٌ خُرِطتْ من عقيقْ
يضوع من يراه إما هفا . . . به نسيمٌ الريح مِسكٌ فتيقْ
وقال أيضاً فيه :
أنظر إلى زُعرورنا المنعوتِ . . . نكهتهُ كالعنبر المفتوتِ
كأنه في وصف النعوتِ . . . بنادقٌ من أحمر الياقوتِ
الخوخ وما قيل فيه : فالشاميون يسمونه الدراقن ، قال الشيخ الرئيس : طبع الخوخ بارد في أول ثانية ، رطبُ في الأولى دون آخرها ، ورطوبته سريعة العفونة ، وهو ملين ، وفيه قابض ما ، وأقبضه المقدد ، وفيه منع للسيلان ، والفج منه قابض أيضاً ، وإذا قطر ماء ورقه في الأذن قتل الديدان ، ودهنه ينفع من الشقيقةِ وأوجاعِ الأذن الحارةِ الباردة ، والنضيج منه جيد للمعدة ، وفيه تشهيةٌ للطعام ، ويجب ألا يؤكل على غيره فيفسد عليه ويفسده ، بل يقدم على الطعام ، وقديده بطيء الهضم ليس يجيد الغذاء . وقال : وإذا ضمدتْ بورقه السرةُ قتل ديدان البطن ، وكذلك إن شربت عصارة فقاحه وورقه ، والنضيج منه يلين البطن ، والفج العاقل . قال : وقد قال بعضهم : إنه يزيد في الباه ، ويُشبهِ أن يكون ذلك للأبدان الحارة . وأما ما وصفه به الشعراء - فمن ذلك قول شاعر :
في الخوخِ أعوجوبةٌ لناظرهِ . . . ما مثلها جاء في الأحاديثِ
كأنه وجنةُ الحبيب وقد . . . أثر فيها قرصُ البراغيثِ

الصفحة 92