كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 94 """"""
وقال : طبعه بارد رطب في الثانية ، ودهن نواه حارٌ يابس في الثانية ، وخلطه سريع العفونة ، وهو يسكن العطش ، ودهن نواه ينفع من البواسير ، وهو يولد الحميات لسرعة تعفنه ، ونقيع المقدد منه ينفع من الحميات الحارة . وقد وصفه الشعراء وشبهوه : فمن ذلك قول بعض الشعراء :
أفدى حبيبا جاءني متِحفاً . . . بمشمشٍ أحلى من السكرِ فخلفته حين تأملتهٌ . . . بنادقا من ذهبٍ أحمرِ
وقال ابن وكيع :
بدا مشمشُ الأشجار يذكو شهابه . . . على خُضرِ أغصانٍ من الري مُيدِ
حكى وحكت أشجاره في اخضرارها . . . جلاجل تبرٍ في قبابِ زبرجدِ
وقال ابن رشيق :
كأنما المشمشُ لما بدت . . . أشجاره وهو بها يلتهبْ
خضر قباب الملك حفت بها . . . جلاجل مصقولةٌ من ذهبْ
وقال ابن معتز :
ومشمشٍ بان منه أعجبُ العجبِ . . . يدعو النفوسِ إلى اللذات والطربِ
كأن في غصون الدوح حين بدا . . . بنادقٌ خُرطتْ من خالص الذهبِ
وقال ابن الروميّ
قشرٌ من الذهب المصفىَّ حشوه . . . شُهْدٌ لذيذٌ طعمه للجاني
ظلنا لديه ندير في كاساتنا . . . خمرا تشعشع كالعقيق القاني
وكأنما الأفلاك من طربٍ بنا . . . نثرت كواكبها على الأغصان
وقال أيضاً يذمه :
إذا ما رأيت الدهر بستانَ مشمشٍ . . . فأيقن يقينا أنه لطبيبِ
يغل له ما لا يفعل لربه . . . يغل مريضا حمل كل قضيبِ