كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 98 """"""
وفي القضيب الأبنة ، والجمع أُبَن ، وهي العُقد التي تكون فيه . فإذا أخرج القضيبُ ورقه قيل : قد أطلع . فإذا ظهر حملهُ قيل : قد أَحْثر وحَثِر . فإذا صار حصرما قيل : حَصْرَمَ ، ويقال للحصرم : الكَحْب ، والواحدة كَحْبة ، ولما تساقط من العنب : الَهُرور . فإذا اسود نصف حبه قيل : شطر تشطيرا . فإذا اسودت الحبة إلا دون نصفها قيل : قد حَلْقَم يُحلقِم . فإذا اسود بعض حبه قيل : قد أوشم إشاما ، ولا يقال للعنب الأبيض : أوشم . فإذا فشا فيه الإيشام قيل : قد أطعم . فإذا أدرك غاية الإدراك قيل : ينع وأينع وطاب . والعنقود معروفٌ ما دام عليه حبه . فإذا أكل فهو شِمْراخ . ويقال لمعلق الحب من الشمراخ : القمع ، ويقال إذا جني : قد قطف قطافا . فإذا يبس ، فهو الزبيب والعُنْجُد . والقِطْفُ : العنقود ، وفي التنزيل : " قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ " . قال الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا : الأبيض أحمد من الأسود إذا تساويا في سائر الصفات من المائية والرقة والحلاوة وغير ذلك ، والمتروكُ بعد القطف يومين أو ثلاثةً خير من المقطوف في يومه . وأما طبعه : فإن قشره بارد يابس بطيء الهضم ، وحشوه حار رطب ، وحبه بارد يابس ، والمقطوف منه في الوقت ينفخ ، والمعلقُ حتى يضمر قشره جيد الغذاء ، مقو للبدن ، وغذاؤه شبيه بغذاء التين في قلة الرداءة وكثرةِ الغذاء ، وإن كان أقل من غذاء التين ، والنضيجُ أقل ضررا من غير النضيج ، وإذا لم ينهضم العنب كان غذاؤه فجاً نيئاً ، وغذاء العنب بحاله أكثر من غذاء عصيره ، ولكن عصيره أسرع نفوذا وانحدارا . قال : والزبيب صديق الكبد والمعدة ، والعنب والزبيب بعجمهما جيد لأوجاع المعي ، والزبيب ينفع الكلى والمثانة ، والعنب المقطوف في الوقت يحرك البطن وينفخ ، وكل عنب فإنه مضر للمثانة ، والله أعلم . وأما وصفت به الكروم والأعناب نظما ونثرا - فمن ذلك ما قاله مؤيد الدين الطغرائي :
وكرمةٍ أعرقها في الثرى . . . بعيدة المنزع والمضربِ