كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 11)
"""""" صفحة رقم 99 """"""
كريمةٍ تلفت أغصانها ال . . . غضةُ بالأقربِ فالأقربِ
تمتاحُ من قعرِ الثرى ريها . . . أشطانُها عفوا ولم تُجذَبِ
ألقحها الريح وصوب الحيا . . . والشمسُ في المشرقِ والمغربِ
فأعقبت حائُلها بعد ما . . . عاشت زمانا وهي لم تُعقبِ
ووضعتها نُخبا تنتمي . . . إلى أبٍ أكرم به من أبِ
وألحفتها خضر أوراقها . . . مغذوةً بالحلب الأعذبِ
وأسلمتها الشمس من صبغة . . . التلويح للأغربِ فالأغربِ
فمهرت فيها وجاءت بما . . . يبهر من مستحسن معجبِ وبدلت خضر عناقيدها . . . بالأدهمِ اليحمومِ والأشهبِ
واستسلفت ماء وجاءت به . . . مُدامةً كالقبس المُلهبِ
ولم تزل بالرفق حتى اكتسى . . . لُجَينُها من صبغها المذهبِ
فالأشقر المنتوج من نسلها . . . سليلُ ذاك الأشهب المنجبِ
ترى الثريا من عناقيدِها . . . تلوح في أخضر كالغيهبِ
ألقابها شتى وألوانها . . . متفقاتُ النجرِ والمنصبِ
كم دُرةٍ فيها وكم جزعةٍ . . . صحيحةِ التدوير لم تثقبِ
كأنما الحالك منها لدى . . . أبيضها الامع كالكواكبِ
جيلان من زنج ورومٍ غدت . . . في جننٍ خضرٍ لها تختبيِ
الصفحة 99