كتاب تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

ُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} 1
فيه مسائل: الأولى: كون زوجها قبل الحق، وصار مع يوسف عليها.
الثانية: قلة الغيرة على أهله 2:
الثالثة: أن قوله هذه القضية الجزئية خارجة عن قضايا كلية.
الرابعة: عظمة كيد النساء، وذكره تعالى ذلك غير منكر له مع قول النبي صلى الله عليه وسلم "إنكن لأنتن صواحب يوسف" 3 4.
الخامسة: أنه لم يحكم عليها إلا بعد ما رأى القد.
السادسة: أمره ليوسف بكتمان السر مع ما أنزله الله في ذلك من التغليظ إلا أربعة شهداء.
السابعة: أمره لها بالاستغفار من الذنب مع عدم الإسلام.
الثامنة: حكمه عليها أنها صارت من هؤلاء المذمومين عندهم.
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} 5. قوله: {فَتَاهَا} أي: عبدها، وقوله: {شَغَفَهَا} الشغاف: داخل القلب، أي دخل حبه في داخل قلبها، فيه مسائل:
__________
1 سورة يوسف الآيتان: 28- 29.
2 في س " على أهلها ".
3 البخاري: الأذان (664) , ومسلم: الصلاة (418) , والترمذي: المناقب (3672) , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (1232 ,1233) وما جاء في الجنائز (1618) , وأحمد (2/52 ,6/34 ,6/38 ,6/96 ,6/117 ,6/159 ,6/202 ,6/210 ,6/224 ,6/228 ,6/231 ,6/249 ,6/251 ,6/270) , ومالك: النداء للصلاة (414) , والدارمي: الصلاة (1257) .
4 كان ذلك حينما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي أبو بكر رضي الله عنه بالناس, فراجعته عائشة رضي الله عنها في ذلك. راجع: سيرة ابن هشام جـ 4 ص 330.
5 سورة يوسف آية: 30.

الصفحة 139