كتاب تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

الثالثة: أن المقرب قد يؤاخذ بما لا يؤاخذ به من دونه.
الرابعة: أن الشيطان قد يتوصل إلى الأنبياء بمثل هذا.
الخامسة: أن ترك هذا القول والاستغناء بالله من التوكل.
السادسة: أن من المقامات ما يحسن من شخص، ويلام في تركه ويذم من شخص آخر، كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد الاقتداء به في الوصال وقال: "إني لست كهيئتكم" 1 2.
السابعة: أن هذا من أبين أدلة التوحيد لمن عرف أسباب الشرك بالمقربين، وهو أبلغ من قوله صلى الله عليه وسلم: "يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا" 3 وتمامها بمعرفة الثامنة:
الثامنة: وهي أن الله عاقبه باللبث في السجن هذه المدة الطويلة، مع أن لبث الإنسان فيه سنة واحدة من العذاب الأليم، فكيف بشاب ابن نعمة.
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ
__________
1 البخاري: الصوم (1922) , ومسلم: الصيام (1102) , وأبو داود: الصوم (2360) , وأحمد (2/21 ,2/23 ,2/102 ,2/112 ,2/128 ,2/143 ,2/153) , ومالك: الصيام (670) .
2 الحديث رواه البخاري (في كتاب الصوم) ومسلم (كتاب الصيام) والترمذي (صيام) والدارمي (صيام) , كما رواه أحمد في مسنده جـ 2 ص 23. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال في الصوم وقال: "لست كهيئتكم.. يطعمني ربي ويسقيني"
3 البخاري: الوصايا (2753) , ومسلم: الإيمان (206) , والنسائي: الوصايا (3646 ,3647) , وأحمد (2/448) , والدارمي: الرقاق (2732) .

الصفحة 149