كتاب تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} 1
فيه مسائل:
الأولى: أمر الملك بالإتيان به ليأخذ عنه مشافهة، وكذلك يفعل العقلاء والسفهاء في الأمر الذي يهتمون به.
الثانية: أن طلب العلم الذي يزحزح عن النار ويدخل الجنة أحق بالحرص من جميع المهمات.
الثالثة: هذا الأمر العظيم الذي لم يُسمح بمثله، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "لو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي" 2 3.
الرابعة: قوله: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} .
الخامسة: قوله: {النِّسْوَةِ} قيل: لم يفرد امرأة العزيز، أدبا وحفظا لحق الصحبه.
السادسة: قوله في هذا الموطن: {إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ} .
السابعة: قوله 4: {حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ} فيه رد لبعض الأقوال التي قيلت في الهم.
__________
1 سورة يوسف آية: 53.
2 البخاري: تفسير القرآن (4694) , ومسلم: الإيمان (151) , وابن ماجه: الفتن (4026) , وأحمد (2/326) .
3 رواه البخاري (في كتاب التعبير وكتاب التفسير) , ومسلم (إيمان) والترمذي (تفسير) كما رواه أحمد في مسنده جـ 2 ص 326.
4 في س: " قولهن ".

الصفحة 153