كتاب تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

الثانية عشرة: ذكره أن {أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} 1
{وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ} 2 قيل: إنه قال لهم: يصير كل اثنين جميعا، فبقي أخوه وحده، فآواه إليه، فقال له: {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ}
قيل: أنه أخبره الخبر، وقيل: المراد أخوة المحبة. وقوله: {مَا نَبْغِي} قيل: أي شيء نريد وقد ردت بضاعتنا. {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} أي: نأتي لهم بالطعام; يقال: مار أهله إذا أتاهم بطعام.
قوله: {إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} أي: يأتيكم أمر يهلككم كلكم} .
{فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} إلى قوله: {كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} 3.
فيه مسائل:
الأولى: كونه عليه السلام احتال بهذه الحيلة، ولا حجة في هذا لأهل الحيل الربوية، لأن ذلك مما أذن الله فيه ليوسف عليه السلام، وإلا لو يفعل ذلك الآن رجل مع أبيه وإخوته حرم إجماعا.
__________
1 سورة يوسف آية: 68.
2 قوله تعالى: (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون) الآية: 69.
3 قوله تعالى: (فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين) الآيات: 70-75.

الصفحة 164