كتاب تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)

الثالثة: كون المظلوم المرمي بشيء خفي يتعزى بعلم الله تعالى.
{قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ} 1 إلى قوله: {إِنَّا إِذاً لَظَالِمُونَ} 2
فيه مسائل:
الأولى: بيان مبالغتهم في حفظ أخيهم.
الثانية: جواب يوسف يدل على أن السرقة تثبت بوجود المسروق عند الرجل.
الثالثة: أن من وجب عليه الحد لو بذل غيره نفسه عنه لم يحل.
الرابعة: أن الرجل يثبت أنه ظالم بفعلة واحدة.
الخامسة: أنهم عرفوا فيه من العدل والإحسان ما فهموا أنه من المحسنين.
السادسة: استشفاعك على غيرك بما فيه من الخصال الحميدة.
السابعة: المعاريض، فإنه عليه السلام لم يقل إنه سارق.
الثامنة: إبطال استدلال أهل الحيل المحرمة، فإن هذا يدل عل أنه إنما أخذه برضاه أو بوحي خاص.
التاسعة: أن المظلوم يجوز له أن يعامل من ظلمه بما لا يحل أن يعامل به غيره.
__________
1سورة يوسف آية: 78.
2قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظَالِمُونَ} الآيتان: 78-79.

الصفحة 167